مقالات وشعر

أبنائي لايأكلون معي !!

بقلم ✍️ حسين القفيلي
الأسرة نعمة عظيمة من الله والجلوس معها شعور بالمسؤولية للأب وللتربية الحسنة للأبناء والتي ينشدها الجميع وفيها التقارب الروحي، والاطمئنان النفسي، والتلاحم الأسري ، وكذلك تناول الأكل مع الأسرة يمنحك شعور بالأمان ويمنحهم كذلك ويعلمهم أداب الأكل ولكن قد نختلف ونبتعد نحن كبار السن في ميولنا ورغباتنا عن أبنائنا فهم يفضلون الوجبات السريعة وجبات البرغر البيتزا النقانق المعكرونة سريعة التحضير البطاطا المقلية رغم مافيها من دهون ومخاطر.

إن هذه الظاهرة لدى الغالبية من أبنائنا جيل اليوم وما جعلني أتناول هذا الموضوع تحديداً هو موقف حدث لي قبل عدة أشهر حيث توقفت عند أحد طواحين الحبوب في نجران والمشهورة بجودة مافيها من حبوب فلم أجد صاحبي الكبير في السن الذي أعتدت الشراء منه بل وجدت شاباً في مقتبل العمر وسألت عن صاحب الطاحون فأجابني بأنه بخير و في المنزل وأنه أحد أبنائه ، وهنا وثقت تماماً بأنني سوف أجد القمح الجيد دون عناء ومن ثم طحنه لديه فهو بلاشك يلازم والده ويعرف النوع الجيد والجديد من هذه الحبوب فقلت له حسناً أعطني من أجود مالديك بل مما تأكل منه أنت مع والدك بالمنزل فأقسم أنه لايأكل من هذا القمح ولايعرف الجيد من الرديء وإنه فقط يتناول الخبز المنفوخ المعد بالفرن وخبز الفطائر والصامولي وقوالب خبز التوست وما إلى ذلك من أنواع الخبز.

ماذكر هذا الشاب لم يعد مفاجئاً لي لأن أبنائي سواء من كان منهم على مقاعد الدراسة في كل المراحل أو من أكملوا دراستهم على هذا الحال وإن شراء كيس من قمح البر أو الذرة قد يبقى وقت طويل حتى يفقد جودته دون أن يتناوله أحد عدا كبار السن أو من يقولوا عنهم (جيل الطيبين ) مواليد 7/1 .

فهل نحن نعاني من عدم أكل أبنائنا معنا في بعض الأكلات الشعبية ولايفضلونها ؟ وهي التي لها قيمة غذائية عالية كالبر والسمن والعسل وقرص البر أو مايعرف بالمجمر بالنار والعصيدة سواء عصيدة الذرة أو عصيدة التمر والتي تشتهر أكثر في الأحساء شرق المملكة فالسمن والعسل على سبيل المثال مصدر مهم للطاقة وللفيتامينات والتي أصبح الكثير منها لايتم الحصول عليه الآن إلا بالأدويه ومنها فيتامين (د،هـ ) ، إن الغذاء الغني بالألياف والبروتينات هو أساس الصحة والطاقة فهل نقنع أبنائنا بالواجبات التي كانوا عليها الأباء والأجداد
أما لم يعد هذا الأمر ممكناً مع تسارع نمط الحياة اليومية واختلاف الميول والثقافات .

شعبان توكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى