مقالات وشعر

إصدار كتاب “صدى الحروف” و”أوتار القلم” للكاتب الإعلامي د. أحمد عبدالغني الثقفي

د. وسيلة محمود الحلبي

في حدث أدبي ملهم يجمع بين وهج الحرف وصدق الشعور، أصدر الكاتب الإعلامي أحمد بن عبدالغني جعفر الثقفي عملين أدبيين فارقين في مسيرته: كتابه السردي المتفرّد “صدى الحروف”، وديوانه الشعري الآسر “أوتار القلم”، واللذين شكّلا معًا علامة فارقة في المشهد الثقافي السعودي، ورسّخا مكانته كصوت أدبي أصيل يمزج بين العمق الإنساني والرؤية الحداثية الملهمة.

 “صدى الحروف”: حين يتحوّل الحرف إلى قدر

جاء كتاب “صدى الحروف” بوصفه عملًا سرديًا يتجاوز الإطار التقليدي للقصة، ليشكّل مشروعًا إبداعيًا يستنطق زوايا النفس، ويوقظ الذاكرة، ويخترق اللحظات الغامضة التي لا تُقال عادةً.
الكتاب ليس مجرد مجموعة قصص، بل “سلسلة أدبية نفسية فلسفية”، تنطلق من أروقة الذات المهشّمة لتفتح نوافذ على الوعي الجمعي، وتعيد طرح الأسئلة الكبرى التي نخاف مواجهتها.

في مقدمته يُعلن المؤلف:

“ليست مجرد سَرْوَ رواي، بل رحلة إلى العوالم التي نعتقد أنها خيال… حتى نهرب من ضوء لا نحبّه”.
وهنا يضع القارئ أمام انعكاساتٍ فكرية تشبه المرآة، لكنها لا تعكس الوجوه بقدر ما تكشف الظلال، وتعيد تشكيل السؤال داخل كل من يقرأ.

يضم الكتاب عشرات النصوص والسرديات المستلهمة من حالات إنسانية، وذكريات معتمة، وصدمات داخلية، ومآلات نفسية مأزومة، وقد كُتب بلغة باذخة تتقاطع فيها الفلسفة، مع الأدب، مع التوثيق النفسي للوجع المعاصر.

 “أوتار القلم”: ديوان لا يُقرأ… بل يُعزف
أما في ديوان “أوتار القلم”، فقد حمل الكاتب صوته الشعري الحي، ليضرب بأوتاره على نغمات الروح، لا ليروي قصيدة، بل ليُطلق سيمفونية شعورية نابضة.
في هذا الديوان، تتلاقى القصيدة الوجدانية، والقصيدة الوطنية، والقصيدة الفكرية في نسيج فني واحد، حيث تتنقل النصوص بين هموم الوطن، وتأملات الذات، وجماليات الحنين، وقضايا الإنسان العربي.

قال المؤلف في مقدمته:

“هذه الأوتار ليست مجرد كلمات منمّقة، بل هي نبض قلمٍ يفيض بشغف الحياة وتأملاتها”.
وقد تنوعت نصوص الديوان لتخاطب القارئ العادي والمثقف، العام والخاص، حيث جمعت بين صور شعرية حسّية، وبين معانٍ فلسفية عميقة، بأسلوب يحمل توقيع “أوتار القلم”، وهي الصيغة التي أصبحت دالة على الكاتب في أوساط النخب والمثقفين.
 من هو أحمد عبدالغني الثقفي؟
أحمد بن عبدالغني جعفر الثقفي، كاتب وإعلامي سعودي، وأحد الأسماء البارزة في المشهد الثقافي العربي المعاصر.
يحمل بكالوريوس في المكتبات والمعلومات، ودبلوم في إدارة الأعمال، وماستر في ادارة الاعمال ودكتوراة فخرية من الامم المتحدة ولديه عدد من التكريمات الفخرية من جامعة شفليد بلندن والمعهد الدبلوماسي واتحاد السفراء العرب إلى جانب عشرات الشهادات الدولية من اليونسكو، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسيف الدولية والامم المتحدة وغيرها من المنظمات المهنية.
يمتلك تجربة إعلامية تمتد لأكثر من 25 عامًا في وزارة الإعلام، وتقلّد مناصب قيادية وإشرافية في العلاقات الإعلامية الدولية، وله إسهامات فكرية في تطوير المحتوى الثقافي والإعلامي الحديث.
تميز أسلوبه بدمج السرد الأدبي مع فلسفة الإعلام الرقمي دون التخلي عن أصالة الحرف العربي.
 حول المشروعين: ما وراء الحرف
يشكل كل من “صدى الحروف” و”أوتار القلم” جزءًا من مشروع أدبي متكامل يقوده الكاتب تحت عنوان “سلسلة صدى الحروف”، وهي سلسلة تهدف إلى إعادة الاعتبار للقصة والقصيدة كأدوات وجودية، تحفّز الوعي، وتواجه السطحية، وتُعيد للقارئ سؤال المعنى.
“الكتابة عند الثقفي لا تبدأ في الصفحة الأولى ولا تنتهي عند الأخيرة، بل تبدأ حين يلمس القارئ ظله في النص”، كما جاء في رؤيته الأدبية.
 الكتب متوفرة لدى:
• دار كاغد للنشر والتوزيع لاوتار القلم
ونادي الادباء السعودي لصدى الحروف
• ومن خلال المعارض المحلية والدولية.
• وسيتم توقيعهما في معارض قادمة وفعاليات ثقافية رفيعة

يُعد إصدار الكتابين معًا تتويجًا لمسيرة فكرية إبداعية متواصلة، وترسيخًا لحضور الكاتب أحمد الثقفي في فضاء الإبداع الأدبي العربي المعاصر.
ولعل ما يجعل هذه الأعمال مختلفة أنها لا تكتفي بأن تُقرأ، بل تُعاش، تُتأمل، وتُعيدنا إلى داخلنا.

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى