بشائر الحمراني
إليك يا نوفمبر، يا زائرًا هادئًا يتسلل بين أوراق الشجر المتساقطة، حاملاً معه نسيمًا باردًا يلفّ الأرواح ويعيد ترتيب الذكريات. فيك نبحث عن دفء القلوب وسط برودة الأجواء، ونكتشف في صمتك حكايات لم تروَ بعد.
يا نوفمبر، كم من الأحلام تتوهج في لياليك الطويلة، وكم من الوعود تتنفس في صباحاتك الغائمة. أنت لست كغيرك من الشهور؛ أنت محطة تأملٍ، فاصلٌ بين حنين ماضٍ وتطلّع لمستقبل جديد. فيك نُراجع قراراتنا ونقيس خطواتنا، نلملم شتات أرواحنا، ونتعلم كيف نُصغي لأنين القلوب بصبر وهدوء.
أنت شهر التوازن، حينما تتراقص الأشجار مودّعةً أوراقها، كأنها تقول إنّ الفراق هو جزءٌ من رحلة الحياة، وإنّ النهاية تحمل في طياتها بداية أخرى.