مقالات وشعر

إيمان المغربي .. شعلة العطاء التي لم تنطفئ.

بقلم:عبدالعزيز عطيه العنزي

حتى بعد أن طوت صفحة سنوات طويلة قضتها في محراب العلم، معلمة أجيال، لم تخفت جذوة العطاء في قلب الأستاذة إيمان طه علي المغربي ، بل على العكس، تحولت فترة التقاعد بالنسبة لها إلى مرحلة جديدة من البذل والسخاء، فصل آخر في قصة امرأة نذرت نفسها لخدمة الآخرين، تاركة بصمات لا تُمحى في قلوب طلابها ومجتمعها.
خلال مسيرتها المهنية كمعلمة، لم تكن إيمان مجرد ناقلة للعلم والمعرفة. كانت قدوة حسنة، مربية فاضلة، وأمًا روحية لطلابها. غرست فيهم حب التعلم، وشجعتهم على التفكير النقدي، وقدمت لهم الدعم النفسي والمعنوي الذي ساهم في بناء شخصياتهم وصقل مواهبهم. لم ينتهِ دورها بانتهاء الحصة الدراسية، بل كانت تستمر في متابعة طلابها، والاحتفاء بنجاحاتهم، وتقديم النصح والتوجيه لهم في مختلف مراحل حياتهم.
وبعد تقاعدها، لم تركن إيمان إلى الراحة والاسترخاء فحسب، بل حولت طاقتها وخبرتها إلى مجالات أخرى من العطاء. استغلت وقتها الثمين في خدمة مجتمعها، سواء من خلال العمل التطوعي في المؤسسات الخيرية، أو من خلال تقديم الدعم التعليمي المجاني للطلاب المحتاجين، أو حتى من خلال مبادرات فردية تهدف إلى نشر الخير ومساعدة الأسر المتعففة.
لم يكن عطاء إيمان المغربي مقتصرًا على الجانب المادي أو التعليمي فحسب، بل امتد ليشمل الجانب الإنساني والاجتماعي. كانت حاضرة في الأفراح والأتراح، تساند المحتاج، وتواسي المكروب، وتنشر روح الأمل والتفاؤل في محيطها. لقد جسدت معنى أن التقاعد ليس نهاية للعطاء، بل هو فرصة جديدة لتوجيه الخبرات والطاقات نحو خدمة المجتمع والإسهام في بنائه.
إن قصة المعلمة المتقاعدة إيمان المغربي هي قصة إلهام لكل من يظن أن العطاء مرتبط بمرحلة عمرية معينة أو موقع وظيفي محدد. لقد أثبتت أن القلب المعطاء لا يعرف التقاعد، وأن الروح الإنسانية النبيلة تستمر في البذل والعطاء طالما نبض قلبها. ستبقى ذكراها محفورة في قلوب طلابها وكل من تعامل معها، كرمز للمعلمة الفاضلة والإنسانة النبيلة التي أعطت ومدت بالعطاء في كل مراحل حياتها، تاركة إرثًا من الخير سيظل يضيء دروب الأجيال القادمة.

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى