
إدارة التحرير – جدة
حذرت الدكتورة حنان علي سلطان إستاري وزميل الكلية الملكية البريطانية لتخصص النساء والتوليد والعقم ومساعدة الانجاب المختصة بالوراثة التناسلية وأخلاقياتها والأمين العام للجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية من العناوين المضللة التي تتداول في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عبارات “وداعاً للأمومة” و” الرحم الصناعي بديلاً للأم”.
ودعت خلال ورشة عمل مهارات المشورة والتواصل الفعال (الرحم الاصطناعي.. دراسة حالة) والتي عقدت خلال المؤتمر الدولي الرابع عشر” تكنولوجيا الرحم الاصطناعي التحديات الصحية الشرعية الأخلاقية والقانونية ” الذي نظمته المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية وأختتم جلساته وأعماله مؤخرا بالكويت إلى ضرورة استقاء المعلومات الصحيحة والدقيقة من المصادر الموثوقة ، محذرة من كل ما قد يُطرح في بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي للدعاية عن الرحم الاصطناعي من معلومات سلبية ومضللة.
وأكدت إثناء التدريب في خطوات تقديم المشورة على ضرورة معرفة ومتابعة المختصين لكل ما هو جديد في هذا المجال والدراية بالضوابط الفقهية والقانونية قبل الشروع في المشورة، مبينة أن الرحم الاصطناعي هو من التقنيات الحديثة الواعدة التي قد تعطي الأمل للعديد من السيدات اللواتي لا يوجد لديهن رحم اما لعيب خلقي أو نتيجة لاستئصال ارحامهن لأسباب طبية ويرغبن في الحمل، أو النساء اللواتي يلدن مبكراً أطفال خِداج وخاصة قبل 24 أسبوع من الحمل حيث تكون فرصة الحياة شبه معدومة في حضانات العناية المركزة لحديثي الولادة.
و نوهت د. حنان أن من أبرز التحديات لنجاح هذه التقنية هو إمكانية انغراس اللقُيحة المخصبة أو ” الكيسة الأرمية ” في الرحم الاصطناعي من عدمه implantation))، والتي تُمثل اكبر تحدٍ في نجاح تقنية أطفال الأنابيب بعد إرجاع الأجنة المخصبة، موضحة أن عملية الانغراس واتمام الحمل هي عملية صعبة ومعقدة للغاية ، إذ تحتاج اللُقيحة التوغل داخل عضلات الرحم، والعمل على تأكل جدران الاوعية الدموية الموجودة داخل الرحم والوصول داخلها بمساعدة العشرات من الانزيمات وهرمونات ومركبات النمو ومثبطات جهاز المناعة لتكوين المشيمة لاحقاً.
ونوهت د. حنان إلى أن المشيمة توفر الأكسجين والعناصر المغذية للجنين أثناء نموه ، مع التخلص من الفضلات الموجودة بدم الجنين بطريقة متخصصة ، إضافة إلى أن خلايا المشيمة تكّون غلاف يقي الجنين من مهاجمة الخلايا المناعية للأم، وتعد بمثابة حاجزاً يحمي الجنين من مهاجمة جسم الأم “كونه يحمل خلايا وأنسجة من الأب والتي تعد غريبة عن خلايا جسم الأم” ، لذا هناك العديد من التغيرات في جهاز المناعة المصاحبة للحمل ليتقبل جسم الأم الجنين وإتمام حمله تسعة أشهر.
وشددت د. حنان خلال الورشة على أهمية صقل مهارة التعاطف والبعد عن الشفقة وضرورة بناء جسور الثقة مع السيدة أثناء تقديم المشورة وبينت المصالح والمفاسد والمخاطر التي قد تطرأ على الجنين على المدى القريب والبعيد والضوابط الشرعية والقانونية التي ينبغي لمقدم المشورة معرفتها ، وأهمية الدعم النفسي للسيدة وعائلتها والتخطيط لاسترضاع الطفل (من نفسها أو مرضعة).
كما أشارت إلى أن المهارات الادراكية مثل قناعات وقيم ومعتقدات مقدم المشورة قد تؤثر وتنعكس على مشورته ويجب مراعاة ذلك عند تقديم المشورة.
وفي سياق متصل أكد المشاركون في تدريب الورشة وهم البروفيسور عبداللطيف المر أستاذ الصحة العامة بجامعة الزقازيق وأمين عام المؤتمر، ود. رضوى إبراهيم حسن أستاذ مساعد في الصحة العامة بجامعة القاهرة ، والبروفيسور إبراهيم كباش أستاذ الصحة العامة بجامعة طنطا على أهمية صقل مهارات التواصل الفعال قبل إعطاء المشورة.