كشف أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، أن ثقافة النمط الصحي للحياة ضعيفة لدى معظم الأبناء وخصوصًا لدى الأطفال اليافعين والمراهقين الذين لا يهتمون بصحتهم كثيرًا ، مما قد يترتب عليه انعكاسات سلبية مع مرور الوقت والزمن.
وقال إن مفهوم النمط الصحي للحياة مرتبط بالطعام والرياضة والنوم ، فعندما يهتم الطفل بنمط غذائه بالتركيز على الأكل الصحي والعناصر الغذائية اللازمة والمفيدة ويتجنب كل ما هو مضرًا لصحته فحتما سيتفادى الكثير من المشاكل المرتبطة بزيادة الوزن والخمول والكسل ومشاكل الوصول إلى مراحل متقدمة من السمنة وما يترتب عليها من مضاعفات خطرة تصل إلى حد مقاومة الأنسولين وزيادة فرص التعرض لمرض السكري النوع الثاني المرتبط بالسمنة وغير المعتمد على الأنسولين.
وتابع : أما النقطة الأخرى من نمط الحياة الصحي فهي المرتبطة بالرياضة ، فممارسة أي نشاط رياضي يوميًا ولمدة نصف ساعة على أقل تقدير يساعد في المحافظة على الوزن المثالي ، كما يعزز من عمل الدورة الدموية ، كما تجعل الرياضة أجسام الأطفال قويّاً وصحيًا بشكل دائم من خلال تنمية العضلات وتقويتها ، بجانب تعزيز الثقة بالنفس وتنمية القدرات والمهارات ، كما تنمي الرياضة روح التعاون، والمشاركة، والعمل الجماعي لدى الطفل، الأمر الذي حتماً سيجعله متعاوناً في بيته ومع إخوته ، بالإضافة إلى تعلم الطفل القدرة على التواصل الاجتماعي مع المجتمع .
وأكمل : النقطة الثالثة والمهمة أيضًا في نمط الحياة الصحي أهمية النوم المبكر وإعطاء الجسم كفايته من ساعات النوم وراحته وجودته بعيدًا عن السهر ، إذ تزداد أهمية النوم الصحي عند الأطفال أكثر من غيرهم لكونهم في مرحلة النمو ، فخلال النوم هناك هرمونات مهمة تفرز داخل الجسم مرتبطة بالنمو واكتساب الطول ، وأي اختلال في هذه الهرمونات قد يتعرض الطفل – لا سمح الله – لبعض الانعكاسات السلبية ومنها عدم بلوغ الطفل الطول المناسب ، لذا فخير نصيحة الاهتمام بالنوم المبكر وجودته بعيدًا عن الضجيج .
وبين البروفيسور الأغا أن من الأمور التي أبعدت الأطفال عن نمط الحياة الصحي هو التألق الكبير بالأجهزة الإلكترونية ، إذ زاد جلوسهم مع التقنيات أكثر من معدل الساعات المطلوبة ، فالمحدد للأطفال ساعتين فقط خلال اليوم ، ولكن جميع المؤشرات بينت عدم تقيد الأطفال بتلك الساعتين بل أصبحت المسألة مفتوحة لديهم بساعات بلا نهاية، وهذا ما ترتب عليه زيادة شكوى الأطفال من المشاكل الصحية مثل اضطرابات النوم ، الصداع ، آلام المفاصل ، ضعف النظر ، تقلب المزاج ، العنف والعدوانية ، عدم الصبر ، وغير ذلك من الأعراض المختلفة.
وشدد البروفيسور الأغا على أهمية دور الأسر في توعية الأبناء بالنمط الصحي للحياة للتمتع بجودة الحياة وتجنب الأمراض المكتسبة والاستقرار النفسي والاجتماعي ، فكما تم غرس القيم الصحية في سن مبكر كانت النتائج أكثر إيجابية مع مراحل نمو الأطفال ، فيما تكون النتائج عكسية كلما تم إهمال القيم الصحية في السن المبكرة ، فمرحلة النمو والمراهقة تشكل أهمية استثنائية في صقل شخصية الأطفال.