أوضح أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، أن بعض الأطفال قد يتعرضون لمشكلة قصور الغدة الكظرية أو فرط نشاطها ، إذ تتكفل الغدد الكظرية بإنتاج مجموعة من الهرمونات لعل أهمها كل من الكورتيزول والألدوستيرون اللذين يتم إنتاجهم من القشرة في الغدة الكظرية، إضافة إلى الإدرينالين والنورأدرينالين اللذين يتم تصنيعهم في الجزء الداخلي من الغدة المُسمّى باللُّب ، وتساهم هرمونات الغدد الكظرية بالسيطرة على مجموعة من المهام الأساسية في الجسم، أبرزها ضبط عمليات الأيض، ضغط الدم، مستوى السكر في الدم، الاستجابة للتوتر والقلق، اتّزان الهرمونات الجنسية وغيرها.
وأضاف : في حالة قصور الغدة الكظرية
قد تفشل في إنتاج مستويات كافية من الكورتيزول لأسباب عديدة، فيمكن أن تكون المشكلة مرتبطة باضطراب الغدة الكظرية نفسها، أو عدم إفراز هرمون قشر الكظر في الغدة النخامية ، ويصاحب قصور الغدة الكظرية بعض الأعراض، وهي التعب ، فقدان الوزن ، ضعف الشهية ، اضطرابات في الجهاز الهضمي ، وغالبًا ينتج عن قصور نشاط الغدة الدرقية الإصابة ببعض الأمراض ومنها أمراض المناعة الذاتية مثل: متلازمة المناعة الذاتية المتعددة الأضلاع من النوع الأول والثاني ، مرض أديسون حيث يقوم الجسم بإنتاج كميات غير كافية من بعض الهرمونات الهامة للجسم، مثل: الكورتيزول، والألدوستيرون ويؤثر انخفاض هذه الهرمونات على وظائف عديدة بالجسم، ومنها سرعة نبضات القلب ، الشعور بالإرهاق الشديد ، انخفاض ضغط الدم ، نقص مستويات السكر في الدم ، آلام البطن ، آلام العظام والمفاصل ، وينصح بمراجعة الطبيب فور ظهور أي الأعراض السابقة، فمعالجة المرض في بدايته دائمًا يكون أفضل من المراحل المتقدمة.
وتابع : يعتبر فرط نشاط الغدة الكظرية
من مشكلات الغدة الكظرية المعاكسة لقصورها، فيمكن أن يكون وجود ورم في الغدة الكظرية سببًا للإفراط في إنتاج مختلف الهرمونات ، كما يعد ورم القواتم المعروف بأنه ورم نادر حميد يؤدي إلى تحفيز إفراز كميات زائدة من هرمونات الأدرينالين والنورادرينالين من الغدة الكظرية ، وغالبًا ينتج عن فرط نشاط الغدة الدرقية الإصابة ببعض المتلازمات ومنها
متلازمة كون وهي حالة ينتج فيها الكثير من هرمون الألدوستيرون عن طريق الغدد الكظرية، ويتسبب فرط افراز هذا الهرمون في انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، وتعد من أكثر الأسباب شيوعًا لارتفاع ضغط الدم ، وهناك متلازمة كوشينغ وهي اضطراب ناتج عن تعرض أنسجة الجسم لمستويات عالية من هرمون الكورتيزول لفترات طويلة ، ويمكن أن تؤدي اضطرابات الغدة النخامية إلى الإفراط في إفراز الكورتيزول من الغدد الكظرية، وعند ارتفاعه في الجسم يؤدي إلى ازدياد الشعور بالتوتر والقلق، و حدوث اضطرابات في النوم ، وهناك ايضاً أعراض مرتبطة بتضخم الغدة الخلقي وتشمل قصر الطول ، البلوغ المبكر ، انخفاض ضغط الدم ونسبة السكر ، ومشاكل الجهاز التناسلي.
وعن تشخيص اضطرابات الغدة الكظرية قال:
يتم في البداية رصد جميع الأعراض ويوجه الطبيب بإجراء اختبارات الدم لفحص نسب مجموعة من الهرمونات واختبارات مستويات البوتاسيوم والصوديوم ، وعلى أثر نتيجة الاختبارات وفي حال شك الطبيب بوجود خلل يتعلق بالغدة الكظرية فقد يوجه المريض إلى إجراء اختبارات تصويرية وأشعات ، الأمر الذي يساعد في فحص مدى احتمال وجود أورام معينة فيها.
وحول العلاج واصل البروفيسور الأغا قائلاً:
تختلف طرق علاج اضطرابات الغدة الكظرية باختلاف مسبباتها وأنواعها، وتشمل هذه الطرق الأدوية والجراحة ، وفي بعض الأحيان يكون العلاج بالإشعاع للحالات المرتبطة بوجود الأورام ، فعلى ضوء نتائج التحاليل والأشعات يتوقف أمر العلاج.
وينصح البروفيسور الأغا في ختام حديثه
للحفاظ على صحة الغدة الكظرية بتناول الغذاء الصحي المتوازن والحد من الوجبات السريعة وأطعمة الدهون المشبعة والحرص على تناول الخضراوات والفواكه ، الحد من تناول مشروبات الكافيين مثل القهوة الداكنة والشاي والمشروبات الغازية، تجنب مصادر القلق والتوتر لتفادي زيادة إفراز هرمون الكورتيزول بالجسم، وينصح بممارسة الرياضة ، والنوم الصحي والمبكر وتجنب السهر فذلك يساعد في الحفاظ على وظائف غدد الجسم وتوازن الهرمونات، كما يقلل من فرص التوتر والقلق.