
غيداء الغامدي- متابعات
كشف أستاذ واستشاري غدد الصماء والسكري لدى الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، أن مؤشرات إصابة الأطفال بسكري الشيخوخة أصبحت في وقتنا الحاضر غير مبشرة بالخير ، مبينًا أنه قبل ثلاثة عقود لم نكن نسمع بأن الأطفال كانوا يتعرضون للإصابة بالسكري النمط الثاني المرتبط بالسمنة ( المعتمد علاجه على الحبوب وليس الانسولين )، إذ كان هذا النوع محصورًا بين كبار السن بعد سن الستين وكان يدعى ” سكري الشيخوخة ” ، ولكن الآن ومع متغيرات نمط الحياة لم يعد سكري الشيخوخة للكبار فقط ، بل أصبح يصيب الأطفال صغار السن واليافعين لاعتبارات بعض العوامل وهي الحياة الخمولية ( عدم ممارسة أي نشاط رياضي ) ، تناول الأكل غير الصحي ، التسمر أمام الأجهزة الالكترونية ، وكل هذه العوامل أدت تدريجياً إلى مرحلة ” مقاومة الانسولين ” التي لم تستغل من قبل هؤلاء الأطفال ووالديهم ، إذ كان بإمكانهم تفادي الوصول إلى إصابة هؤلاء الأطفال بالسكري ” النوع الثاني “.
وأضاف: الواقع أن الاتجاه التصاعدي للإصابة بالنوع الثاني من السكري قد يترتب عليه مستقبلاً استمرار وزيادة إصابة الأطفال اليافعين والشباب في سن مبكرة ، في حال إستمرار نفس منهجية النمط الاجتماعي والغذائي الذي يحكمه ويسيطر عليه عدم ممارسة أي نشاط رياضي يحرق الدهون والسعرات ، وبالتالي التعرض لزيادة الوزن والسمنة ومع مرورة الوقت إلى مرحلة مقاومة الانسولين وأخيرًا اكتشاف الإصابة بالسكري .
وأشار إلى أن تلون ثنايا الجلد حول الرقبة يعتبر من العلامات التي تكشف حالة العديد من الأشخاص الكبار والأطفال اليافعين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ، ولكن يجهلون سر هذا التلون ويعتقدون أنه ناتج بفعل حرارة الأجواء أو نتيجة ياقة القمصان أو الثوب ، بينما هي إشارة تحذيرية بأن الفرد في مرحلة ” مقاومة الانسولين ” وعليه فوراً تصحيح نمط الحياة حتى لا يصابوا بالمرض ، وذلك عبر ( ممارسة الرياضة ، تناول الأكل الصحي وتجنب الأكل الضار ، الحد من ساعات الجلوس على الأجهزة ، النوم الصحي ).
وقال : للأسف فعندما نشّخص نحن الأطباء حالات أطفال يعانون من زيادة الوزن أو بداية السمنة والسؤال عن واقعهم اليومي
نجد أن حياتهم أصبحت محصورة وراء الأجهزة ، ولا يخرجون لممارسة أي نشاط رياضي ، كما أن طعامهم أكثره من خارج المنزل ، وعند يصبح هؤلاء الأطفال في موقف لا يحسد عليه يطرق الوالدين أبواب الأطباء بحثاً عن المخرج.
وأكد ” الأغا ” أن كل الأمور الصحية لأطفالنا بأيدينا ومرتبطة بالوعي وستكون بخير ، فلابد أن يتفاعل الأبناء مع المماشي والأندية المخصصة للرياضة حتى تكون أجسادهم رياضية وصحية ، وعلى الوالدين مشاركة أبنائهم في هذه المسؤولية باعتبارهم قدوة لهم ، فالتوجيه المباشر لهم وفرض الأوامر قد لا يفيد وخصوصًا إذا كان الأطفال من النوع المهمل لصحته ، كما يجب منع أو الحد نهائيًا من الوجبات السريعة التي غزت البيوت وأسهمت في ابتعاد الأكل الصحي تدريجيًا في ظل وجود خدمات الـ” دليفري”.