محمد البيضاني- الباحة
باحة الضباب، وأرض الطبيعة يلتحف مرتفعاتها الضباب، ولايغادر قممها الشاهقة حتى وصفها الكثير من زائريها بـ »مدينة الضباب»، ففي الشتاء يكون مصحوبا بزخات المطر، وفي الصيف تلتحف نسائمه به صباح مساء.
حيث خيم ضبابا كثيفا صباح أمس على غابات وطرقات سراة منطقة الباحة في مشهد آخاذ عادة ما تكتسيه المنطقة خلال فصل الشتاء،
وقال الدكتور عبدالله عبدالرحمن المسند أستاذ الجغرافيا المناخية المساعد بجامعة القصيم: إن الباحة هي مدينة الضباب التي تغيب عنها الشمس لعدة أشهر في السنة، مشيرا إلى أن مرتفعات المنطقة الجنوبية تشهد ضبابا كثيفا وخصوصا وقت الشتاء، حيث يحجب الرؤية ويغيب الشمس لفترات طويلة. وأضاف أن الضباب عبارة عن قطرات مائية مرئية دقيقة عالقة بالهواء، وهي تعتبر سحبا منخفضة فوق سطح الأرض مباشرة. والضباب يتكون بتكثف بخار الماء العالق في الجو عندما تنخفض درجة الحرارة إلى درجة معينة. وغالبا يتزامن حدوثه في المنطقة الوسطى من المملكة في ساعات الصباح الأولى في فصل الشتاء.
ونوع الضباب الذي شوهد في كثير من مدن وقرى وسط المملكة عقب الأمطار الغزيرة التي تهطل هذه الأيام، ويدعى بالضباب الإشعاعي، والذي يتشكل في فترة آخر الليل وأول النهار، مرجعا سبب ذلك إلى عدة عوامل منها أولا: ارتفاع نسبة الرطوبة بعد نزول الأمطار الغزيرة. ثانيا: تكون الرياح ساكنة. ثالثا: خلو السماء من السحب التي تحبس الحرارة مما يسرع في تبريد سطح الأرض عبر الإشعاع الأرضي، فعندئذ يبرد الهواء السفلي فيتكثف بخار الماء في الهواء مشكلا ضبابا مرئيا.
وتابع: هناك ما يعرف بضباب الوادي، وسبب تشكل هذا النوع من الضباب أن الهواء البارد يكون أثقل من الهواء الدافئ، لذا فإنه يهبط إلى المنخفضات كالأودية -على سبيل المثال- فتتشكل ظاهرة ضباب الوادي بصورة أكثر من الأراضي المنبسطة، سيما إذا كان الوادي تملؤه المزارع أو فيه نهر جار حيث ترتفع الرطوبة.