أكد خبير ورائد جراحة الأطفال مدير مركز تحديد وتصحيح الجنس بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز البروفسور ياسر صالح جمال ، أن الحالات التي تتم لها عمليات تصحيح الجنس هي حالات تعاني أساسًا من عيب خلقي وتجرى لهم عملية جراحية لتصحيح هذا العيب ليعيشوا وتستمر حياتهم بالشكل الطبيعي المطلوب ، فعمليات تصحيح الجنس هي عودة الإنسان لحياته الطبيعية ، وهذه العملية جائزة شرعًا وفق الضوابط المحددة لها ، والمشكلة تتلخص في أن يكون الشخص لديه خلل في الجهاز التناسلي أو البنية الجسدية بحيث يبدو أنثى وهو في الحقيقة ذكر وفي هذه الحالة يتم إجراء الجراحة التصحيحية إلى الجنس الحقيقي وهو الذكورة والعكس قد يكون الشخص أنثى ولديها خلل في الجهاز التناسلي ويبدو وكأنها ذكر ويتم إجراء الجراحة التصحيحية إلى الجنس الحقيقي وهو الأنثى، وهنا يتضح أن عمليات تصحيح الجنس هي تصحيح من الوضع الخطأ إلى الوضع الصحيح، وهي جائزة كما ذكرنا وبإجماع شرعي من المجامع الفقهية، وقد كنت أول من أصل مصطلح تصحيح الجنس لمرضى اختلاط تحديد الجنس، فعلى مدى الـ 40 عاماً الماضية كنت ولا زلت أؤكد في كل لقاء على استعمال مصطلح تصحيح الجنس وعدم استعمال كلمة تغيير الجنس أو تحويل الجنس لأن تصحيح الجنس هو المصطلح المناسب لأحكام الشريعة الإسلامية لمن لديه مشكل في تحديد الجنس.
وتابع : بينما الحالات التي تطالب بتغيير جنسها إلى الجنس الآخر فهي تعاني نفسيًا
وهذا التغيير مرفوض شرعا فهو تغيير من وضع سليم إلى خاطئ وفيه تغيير في خلق الله ، وتعرف هذه الحالات بفقدان الهوية وعلاجها لدى الأطباء النفسيين ، ومثال على ذلك فإن الشخص الذكر الذي يملك أجهزة تناسلية سليمة بالكامل حيث يملك خصيتين وكروموزونات ذكرية XY وله جهاز تناسلي خارجي ذكري سليم 100 في المائة ولو تزوج بأنثى لأمكنه تخصيبها والإنجاب منها إلا أنه يشعر أنه ينتمي إلى جنس الأنثى ويطلب تحويله إلى أنثى، والجراحة التي تجرى له تشمل استئصال القضيب والخصيتين ويعطي هرمونات أنثوية، وبذلك يكون الشخص أنثى صناعي ، ولكن لا تحمل لأنها لا تملك رحمًا ولا مبايض وبالتالي لا تتحمل عملية الحمل ولا الإنجاب .
وأضاف : وأما على الجانب الآخر فقد تكون أنثى كاملة الأنوثة لها كروموسومات أنثوية XX ولها مبايض ورحم وقنوات فالوب ومهبل وجهاز تناسلي خارجي أنثوي، ولو تزوجت برجل لأمكنها أن تنجب منه إلا أنها تشعر أنها تنتمي إلى عالم الذكورة وتطلب التحويل إلى ذكر، والجراحة التي تجرى لها تشمل استئصال الرحم والأنابيب والمبايض والمهبل والثديين وتكوين قضيب صناعي من الجلد مع استخدام جهاز يشبه القضيب بداخله مع زرع خصيتين صناعيتين من مادة بلاستيكية وإعطاء الشخص هرمونات ذكرية، وبذلك يكون الشخص تحول إلى ذكر شكلاً ولكن لا يملك العضو التناسلي الحساس ولا يمكن له أن يخصب الأنثى فهو لا يملك خصيتين ، وهذا التغيير للجنس والمرفوض شرعا فهو تغيير من وضع سليم إلى خاطئ وفيه تغيير في خلق الله وتغيير للأحكام الشرعية من زواج وميراث وعبادات ويؤدى إلى زيادة المعاناة النفسية ومشاكل اجتماعية كبيرة.
وختم البروفيسور جمال حديثه بقوله:
هناك عدة أسباب رئيسية لظهور حالات العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي والتي يتم علاجها بالتصحيح منها الوراثة بنسبة كبيرة، وتناول أدوية أو وجود اختلال في هرمونات الأم تسبب خللا في تكوين الأجهزة التناسلية أثناء الحمل، لذا ينبغي تجنب زواج الأقارب في مثل هذه الحالات لأن ذلك يزيد من فرصة حدوث هذه المشكلة، كما ينبغي عدم تناول الهرمونات وغيرها من الأدوية التي قد يكون لها تأثير هرموني على الجنين ويؤدي إلى خلل في تكوين الأجهزة التناسلية.
يشار إلى أنه تم مؤخرا تكريم البروفيسور ياسر صالح جمال، من قبل رابطة الجمعيات العربية لجراحة الأطفال ، وذلك في فعاليات المؤتمر السابع عشر للرابطة العربية لجراحي الأطفال، الذي عقد في وقت سابق بالقاهرة، فقد جاء تكريمه واختياره رئيساً فخرياً للرابطة؛ تقديراً لجهوده الكبيرة في دعم جراحة الأطفال في العالم العربي، إذ إنه شارك في تأسيس الرابطة العربية لجراحي الأطفال عام 1986، كما شارك في عضوية مجالس إدارتها، ثم تولى منصب الأمين العام للرابطة عام 1993، ثم رئاستها في دورة 2002، ثم في دورة 2017.