مقالات وشعر

الجيل الشبكي وأثر مواقع التواصل الإجتماعي على السلوك

 

للكاتب سعيد الباحص

لقد شهدت المجتمعات الحديثة في الوقت الحالي تنامي ظاهرة استخدام تقنيات الاتصال الإلكتروني فظهر جيل جديد وهم الشباب لم يعد يتفاعل مع الإعلام التقليدي بقدر ما يتفاعل مع الإعلام الإلكتروني لذا يطلق عليه مسمى الجيل الشبكي واصبحت هناك شبكات تواصل مثل التوتير والفيسبوك والتوك توك والسحاب شات وغيرها تتسم بعناصر الفورية والتفاعلية ومن هنا تتحدد المشكلة البحثية وتسعى الدراسة الحالية إلى التعرف على حدود وطبيعة تأثير المواقع الاجتماعية على النسق القيمي الأخلاقي للشباب لتقييم ذلك التأثير وتحديد الطرح المستقبلي لدور أدوات الاتصال الجديد حلال الفترة القادمة.

وبناء على ما تقدم يمكن أن نحصر مشكلة هذا الطرح في السؤال عن وسائل التواصل الإجتماعي وأثرها على سلوكيات وقيم الشباب في سؤال رئيس يتضمن التالي :

ما أثر وسائل التواصل الاجتماعي على سلوكيات وقيم الشباب من المنظور الديني وكذلك المجتمعي ؟

هناك أدلة حاسمة، ومؤشرات واضحة وجلية لتأثير شبكات التواصل على الشباب سواء في نواحي صحية أو اجتماعية وثقافية وتتلخص هذه الآثار  في التالي :

١. زيادة حدة التوتر حيث يستخدم الناس مواقع التواصل للتنفيس عما بداخلهم في مختلف الموضوعات لكن الجانب السلبي فيها هو أن كثرة  التعليقات المستمرة تعتبر موجة لا تنتهي تفرز حالة من التوتر والضغط عند مستخدمي هذه المواقع.

٢. التراجع في الحالة المزاجية والشعور بالاكتئاب  بسبب التنقل والتصفح لمنشورات وفيديوهات قد تكون مزعجة ومنهم من يتعرضون لتنمر الكتروني تكون نتائجه وخيمة.

٣. النوم المضطرب بسبب الأضواء الصناعية طوال الليل  حيث أن اضواء أجهزة الجوال الزرقاء الناتج عن الشاشات يمكن أن تكون أسوء شيء على صحتنا وهذا ما نشاهده ونلمسه واقعا للأسف.

٤ إدمان مواقع التواصل الاجتماعي  وقد صنف طبيا عام ٢٠١١ وقد خلصت الدراسات إلى أنه يعد مشكلة صحية عقلية تتطلب علاجا وهذا حسب الاراء العلمية التي قالت بذلك  .

٥. هز الثقة بالنفس  وذلك نتيجة ظهور مجموة من الصور  في مواقع التواصل وقد عمل عليها تعديلات ببرامج الفوتوشوب تعمد إلى  تغيير الصورة الحقيقية  وهذا يحدث كثيرا بين أوساط النساء ويسبب قلقا  حيث يعمد بعض النساء خاصة الشابات إلى الانخراط في عالم الجمال الوهمي ويهز بذلك الثقة والاعتداد بالنفس.

٦. التأثير في جانب العلاقات الاجتماعية والعاطفية  بحيث اصبح الشباب مشغولين بهواتفهم ويتصفحون المواقع او يتواصلون مع أشخاص آخرين وبالتالي اصبحت العلاقة فاترة ومضطربه اجتماعيا وحتى عاطفيا.

٧. الحسد وذلك بسبب المقارنة البائسة بين حياة المترفين الذين يظهرون في مقاطع منتشرة أثناء الرحلات أو التنقل بين البلدان بينما آخرون لا يستطيعون ذلك.

٨. العزلة والوحدة بسبب قضاء وقت طويل على مواقع التواصل الاجتماعي مما سبب شعورا في نقص الانتماء الاجتماعي والتراجع في التواصل مع الآخرين والانخراط في علاقات اجتماعية أخرى.

٩. ضعف التحصيل التعليمي  والانحراف الأخلاقي وغيرها من الأسباب المتنوعة.

لكن تبقى هذه الأدلة ليست هي القطعية التي أفرزه الاستخدام الجائر لمواقع التواصل والتي تؤثر على مستخدميها خاصة لدى الشباب وهذا مرده إلى طبيعة الاستخدام ونوعه وكذلك لسمات الشخصية عند المستخدمين فمن الخطأ القول بأن وسائل التواصل سيئة بشكل عام لأنه من الواضح أنها تحقق فوائد لا تحصى في حياتنا عندما نحسن استخدامها بطريقة معتدلة.

* بدائل الحلول المناسبة للمشكلة*

هناك العديد من الطرق طوالاساليب الناجحة في عملية الحد من سلبيات استخدام شبكات التواصل وتقنين ما يقضيه الفرد عليها من وقت ومن الحلول المقترحة:

١. زيادة التركيز على الواجبات الشخصية وذلك بتقليل عدد تطبيقات وسائل التواصل  المثبته على الجهاز إلى الشبكات التي تكون أكثر صلة بالعمل والحياة الشخصية.

٢. استخدام أسلوب الفلترة من وقت إلى آخر ومعنى ذلك الاستغناء عن التواصل مع أشخاص  غير معروفين  لتفادي ضياع الوقت وخطر اختراق الخصوصية.

٣. وضع خطة يخصص من خلالها وقت محدد للاستخدام وذلك للتخلص من قضاء وقت زائد  على المواقع.

٤. تطوير هوايات جديدة في جوانب متعددة مثل الرسم القراءة الكتابة وعدم استغراق الوقت في الهروب من الفراغ باستخدام المواقع لساعات طويلة.

٥. تبني نمط حياة صحي مثل الانضمام إلى نادي صحي والاهتمام بنظام غذائي مناسب .

٦. تفعيل دور الأسرة في احتواء الأبناء والاستماع إليهم

٧. العمل على تعزيز المبادىء والقيم داخل الأسرة والمجتمع .

٨. مراقبة الأبناء ومعرفة أماكن وجودهم في العالم الافتراضي.

٩. تفعيل الحملات الإعلامية التوعوية من خطر هذه المواقع وكثرة استخدامها وإظهار جوانب الفائدة منها وكيفية استثمارها بشكل إيجابي  .

١٠. تخصيص حصص تعليمية داخل المدارس للرفع من مستوى الوعي تجاه خطر الافراط في استخدام شبكات التواصل .

كاتب المقال : سعيد بن محمد الباحص _ الدمام

saeedokaz@gmail.com

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى