المجتمع

العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في ذمة الله

جدة – ماهر بن عبدالوهاب

توفي أمس الأربعاء : ١٤ / ١ / ١٤٤٧ هـ الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي في المدينة النبوية عن عمر ناهز ٩٦ عاماً ، وهو أحد علماء الحديث والجرح والتعديل ، ولد بقرية الجرادية التابعة لمحافظة صامطة بمنطقة جازان في آخر عام ١٣٥١ هـ توفي والده رحمه الله بعد ولادته بسنة ونصف تقريباً ؛ فنشأ ، وترعرع في حجر أمِّه رحمها الله تعالى ؛ فأشرفت عليه ، وقامت بتربيته خير قيامٍ ، وعلمته الأخلاق الحميدة من الصدق ، والأمانة ، وحثه على الصلاة ، وتتعاهده عليها مع إشراف عمِّه عليه أيضاً .

لما وصل الشيخ الشيخ إلى سنِّ الثامنة من عمره التحق بحلق التعليم في قريته الجرادية ؛ فتعلم فيها الخط والقراءة ؛ وقرأ فيها القرآن ، والتوحيد ، والتجويد على عدة مشايخ من القرية ؛ والتحق بالمدرسة السلفية بمدينة صامطة بعد ذلك ؛ ومن أبرز مشايخه الذين درس على أيديهم الشيخ ناصر بن خلوفة طياش مباركي رحمه الله ؛ وهو من كبار طلاب الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله ؛ قرأ الشيخ ربيع عليه بلوغ المرام ، ونزهة النظر للحافظ ابن حجر رحمه الله . ثم التحق بالمعهد العلمي بصامطة ؛ ودرس فيه على عدة مشايخ في العقيدة ، والفقه ، والعربية ، والأدب ، والبلاغة ، والعروض ، وغيرها ؛ ومن أشهر مدرسيه في هذا المعهد الشيخ العلامة حافظ بن أحمد الحكمي ، والشيخ أحمد بن يحيى النجمي ، والشيخ محمد بن أمان الجامي ، والشيخ محمد بن صغير خميسي ؛ وفي نهاية عام ١٣٨٠ هـ تخرج من المعهد العلمي بصامطة ، وفي عام ١٣٨١ هـ التحق بكلية الشريعة بالرياض ، واستمرَّ في الدراسة فيها مدة شهرين تقريباً ؛ ثم انتقل منها إلى الجامعة الإسلامية بكلية الشريعة بالمدينة النبوية حين افتتاحها ، فدرس فيها أربع سنوات ، وتخرج منها عام ١٣٨٤ هـ بتقدير ممتاز ، ومن أبرز مشايخه فيها المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ، والشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني ، والشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد ، والشيخ العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي ، وغيرهم كثير من المشايخ ، وبعد تخرجه من كلية الشريعة عمل مدةً مدرساً بالمعهد التابع للجامعة الإسلامية . ثم التحق بعده بالدراسات العليا ، وحصل على شهادة الماجستير في الحديث من جامعة الملك عبدالعزيز فرع مكة عام ١٣٩٧ هـ وفي عام ١٤٠٠ هـ حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز فرع مكة أيضاً بتقدير ممتاز . ثمَّ عاد مدرساً بالجامعة الإسلامية بكلية الحديث ، وترأس قسم السنة بالدراسات العليا في الجامعة الإسلامية مراراً ؛ حتى وصل إلى رتبة أستاذ كرسي رحمه الله . والشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي من الدعاة إلى الله على منهج السلف الصالح ، ومن الغيورين عليه ؛ ومن له ردودٌ على أهل البدع ؛ قلَّ نظيره في هذا العصر ؛ أثنى عليه كبار العلماء غاية الثناء ؛ ومنهم الشيخ العلامة ابن باز ، وابن عثيمين ، والألباني ، والوادعي ، والفوزان ، والسبيل’ واللحيدان، وغيرهم كثير ؛ له عدة مؤلفات جمعت في ١٥ مجلداً بعنوان مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي ؛ دافع فيها عن كتاب الله ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وعن منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم ، وأوذي في ذلك غاية الإيذاء من أعداء الدعوة السلفية من داخل المملكة وخارجها ؛ فصبر ، وصابر حتى وافته منيته يوم أمس الأربعاء ١٤ / ١ / ١٤٤٧ هـ وفي هذا اليوم الخميس ١٥ / ١ / ١٤١٥ هـ وبعد صلاة الفجر في المسجد النبوي صلي عليه صلاة الجنازة ؛ ثم قام بتشييعه الآلاف من المصلين ، والمحبين للشيخ ربيع رحمه الله ، وحمل على الأكتاف إلى مقبرة البقيع بالمدينة النبوية ، ودفن فيها ؛ وقلوب أهله ، ومحبيه من زملائه ، وطلابه من داخل السعودية وخارجها تتقطع حزنا وأسفاً على فراقه ، ورثوه بعدة مرثيات منها :

أَهكَذا البَدرُ تُخفي نورَهُ الحُفَرُ

وَيُفقَدُ الــــعِلمُ لا عَينٌ وَلا أَثَرُ

خَبَت مَصابيحُ كُنّا نَستَضيءُ بها

وَطَوَّحَت لِلمَغيبِ الأَنجمُ الزُهُر

فرحمه الله رحمة الأبرار ، وجمعنا به ، وبالصالحين من عباده في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا . اللهم آمين .

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى