
بقلم ـ أميرة باسيم
للأدب الروسي رونق دافئ مختلف عن معظم الأدب الإنجليزي أو العربي أو الياباني أو الكوري ….الخ
قبل أن تدخل عالم الأدب الروسي لابد أن تحجز مقعدك داخل كتاب (مدخل إلى الأدب الروسي في القرن التاسع عشر ) محمد يونس, حياة شرارة-: هذا الكتاب سيدخلك عالم الأدب الروسي وكيف تطور الأدب الروسي في القرن التاسع عشر بصورة عامة، وستتعرف على أشهر الكتاب الروس وكيف أغنوا بمؤلفاتهم وفنية أدبهم وكتاباتهم الأدب الروسي مع اختلاف الحقبة التاريخية التي عاشوها وانعكست على نتاجاتهم الأدبي بجانب المآسي الإنسانية المفجعة التي كانوا يلمسونها في مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية، قبل أن تقرأ أي عمل روسي اقرا هذا المدخل لتنعم برحلة جميلة وممتعة في عالم الأدب الروسي.
نأتي لرواية الليالي البيضاء تلك الرواية الدافئة ،كانت قراءاتي الثالثة لدوستويفسكي ترجمة المبدع سامي الدروبي، ولا أخفيكم سرا لم استطع قراءة اسمه سابقا كانت لدي صعوبة لفظية معه لكن لابد للتحدي أن ينتصر، الرواية حزينة ومؤلمة تتحدث عن أحدهم يعاني العزلة الروحية والمكانية يعمل بصمت يعيش في منزله بصمت كالأشباح لا ينير تلك العزلة سوى كتبه واحلامه متعته الوحيدة المشي في الشوارع وحيدا تارة تجده شاردا وتارة يفكر وتارة متأملا لا أحد يلاحظه، هو شبح يتحرك بين الجموع بلا حس يسمع.
صديقنا الجميل دوستيفسكي يعرف بدقة وصفة للأماكن والاحساس بالمكان والأجواء وكيف يجعلك تتنفسهم وتتحرك معهم وتحاكيهم وكأنك جزء من سطوره يحلل شخصياته كأنك تراهم وتسمعهم وتعايشهم ليجعلك تفهم ابطال روايته ولا تخلو اعماله من التعمق في النفس البشرية من وصف احاسيسها المختلفة من حب وتعب وألم وفرح وحياة … لا تخلو كتاباته من الوجود والجريمة والحب لكن هنا سلط الضوء على الحب ونفاده لأعماقك.
سطر آخر:
لكل رواية مدخل لعالمها اتركوا هذا لسامي الدروبي وكيف ترجم هذا العمل بهذه الروعة تخيروا الجميل.
اقتباسات:
” فأنا أعيش وحدي … حتّى أنّني لا أعرف كيف أكلّمك ، وما زلت لهذه اللّحظة نفسها لا أعرف ذلك ، ألم أرتكب في حديثي حماقة من الحماقات ؟ أجيبيني بصراحة فلست سريع التّأذًي.”
“ليتك تعلم ! أنا أيضا ليس لي أحد أكلمه بقلب مفتوح، و ليس لي أحد أسأله نصحا، و لا أستطيع أن أخاطب إنسانا في الشارع. أنت استثناء.”
” كم سيكون حزيناً أن يبقى المرء وحيداً، وحيداً تماماً، وألا يكون لديه حتّى شيء يتأسّف عليه، لا شيء أطلاقاً”
..