رأى المستشار الاجتماعي والصحي الأستاذ طلال محمد الناشري ، أن معظم الأطفال بمختلف الشرائح العمرية أبتعدوا كثيرًا عن الأنشطة التفاعلية بسبب الألعاب الإلكترونية التي غزت تطبيقات الأجهزة الإلكترونية بشكل كبير ولافت للنظر ، مبينًا أن الألعاب الإلكترونية تتصدر الآن اهتمامات الشركات العالمية المختصة في إنتاجها لكونها تحقق الكثير من الأرباح .
وتابع : ترتب على الألعاب الإلكترونية العديد من الانعكاسات السلبية على الأطفال في مجتمعات جميع دول العالم ومن ذلك الانعزال عن المجتمع الواقعي والتعمق في العالم الخيالي ، إذ إنه مع عزلة وانطوائية الأطفال باللعب ساعات طويلة زادت الشكاوي من ارتفاع المشاكل الصحية ومنها الإصابات باضطراب التكيف والاكتئاب والقلق والتوتر سواء في حياتهم العملية أو الشخصية، وأيضًا هناك جانب اكتساب السلوك العدواني ، فالمحتوى العنيف في الألعاب الإلكترونية يجعل الأطفال غير صبورين وعدوانيين في سلوكهم .
وأضاف: هناك أمراض أخرى يتعرض لها الأطفال بسهولة مع إدمان الألعاب الإلكترونية كزيادة فرص الإصابة بالسمنة وإضعاف العضلات والمفاصل وجعل اليدين والأصابع مخدرة بسبب الإجهاد المفرط وضعف البصر ، بجانب تأثر النمو المعرفي للأطفال وتراجع التحصيل العلمي.
وينصح الناشري للحد من مشاكل الألعاب الإلكترونية بإلزام الأطفال بوقت معين للعب، مع مراقبة هذه الألعاب ونوعيتها، والاتجاه إلى إشراك الأطفال في الأنشطة التفاعلية ، وهنا يأتي دور وأهمية تنظيم الوقت للأطفال وعدم هدره وراء الأجهزة ، فقد أوصت جمعية طب الأطفال الأمريكية بضرورة تقنين استخدام الأطفال الصغار واليافعين للأجهزة على أن لا تتجاوز الساعتين يوميًا ، ولكن جميع المؤشرات العالمية في جانب استخدام الأطفال للإلكترونيات بينت أن عدد ساعات استخدامهم تجاوز 5 ساعات فقط في الألعاب الإلكترونية فقط وهذا مؤشر محفوف بالمخاطر ، لذا يأتي هنا دور الوالدين في ضبط استخدام الأطفال للألعاب الإلكترونية.