
لمياء المرشد/ المدينة المنورة
كان اليوم الثاني في المدينة المنورة مليئًا بالتجارب التي تجمع بين الجمال الروحاني والثراء الثقافي، حيث تنقّلنا بين معالم تاريخية ومواقع روحانية تحمل في طياتها عبق النبوة وأصالة التاريخ الإسلامي.
البداية في متحف بستان الصافية
بدأنا اليوم بزيارة متحف بستان الصافية، حيث استُقبلنا بحفاوة من قبل الأستاذ فيصل البلوي والأستاذ محمد الزهراني. كان اللقاء مليئًا بالود، وأُخذنا في جولة تعريفية بالمتحف بإشراف الأستاذ محمود الحمدان، الذي قدم شرحًا مفصلًا عن تاريخ البستان ومحتوياته الفريدة. كانت الجولة فرصة لفهم أعمق لجوانب الحياة في المدينة المنورة قديماً، مما زاد من ارتباطنا بهذا المكان المبارك.
زيارة جمعية رؤية للمكفوفين
توجهنا بعد ذلك إلى جمعية رؤية للمكفوفين، حيث حضرنا ورشة عمل قيّمة قدمتها الأستاذة فوزية الوثلان، وتعرفنا من خلالها على الجهود المبذولة لدعم وتمكين المكفوفين. قادتنا الأستاذة هدى الحربي في جولة تعريفية شاملة داخل الجمعية، حيث اطلعنا على مختلف الأقسام والخدمات المتميزة التي تقدمها هذه الجمعية الرائدة. كانت هذه الزيارة مليئة بالمعاني الإنسانية والتقدير للجهود المبذولة في خدمة المجتمع.
رحلة إلى جبل أحد ومحيطه
في محطتنا التالية، اتجهنا إلى جبل أحد، ذلك الجبل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “هذا جبل يحبنا ونحبه”. استشعرنا عظمة المكان وأحداث غزوة أحد التي وقعت في هذا الموقع التاريخي. زرنا مقبرة الشهداء ومسجد سيد الشهداء، حيث استذكرنا تضحيات الصحابة الكرام في سبيل الله. لم تخل الجولة من زيارة جبل الرماية، حيث وقفنا أمام مشاهد تحكي تاريخًا خالدًا للأجيال.
بئر غرس والجوامع التاريخية
أكملنا جولتنا بزيارة بئر غرس، تلك البئر المباركة التي شرب منها النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى أن يُغسّل جسده الطاهر بمائها. أخذنا بعض الصور لتوثيق جمال المكان وعبقه التاريخي.
بعد ذلك، مررنا بـ مسجد الغمامة ومسجد أبو بكر الصديق، حيث تجتمع المعالم التاريخية مع الروحانية العميقة. كانت هذه المساجد شاهدًا على أجواء روحانية تلامس القلوب وتجدد الإيمان.
ختام اليوم في المسجد النبوي
اختتمنا يومنا بأجمل لحظة، وهي صلاة الفجر في المسجد النبوي. الوقوف في رحابه الطاهرة، وسط أجواء روحانية مليئة بالسكينة، كان بمثابة تتويج ليوم حافل بالبركة والتأمل.
ختامًا
كان اليوم الثاني في المدينة المنورة يومًا لا يُنسى، جمع بين عبق التاريخ وأجواء الإيمان. تنقّلنا بين الأماكن التي تروي قصصًا عظيمة وتملأ القلوب بالطمأنينة، مما يجعل المدينة المنورة دائمًا في قلوب زائريها، تفيض بالحب والسلام.
