
هاشم بن علي الكاف
انتهى الحُبّ وابتدى درب الوقار
يا حبيبي لا تعيد ولا تزيد
كلّ شيٍ واضحٍ مثل النهار
السكوت أحيان يفضح ما نريد
والعيون أصدق من ألف اعتذار
دام حبّك ما بقى له يوم عيد
خلّني أرحل وأنا مرفوع دار
كنت أغلى من عرفت ومن تفيد
بس قلبك ما حفظ درب المسار
بكلّ همسي انكتب حبّي قصيد
والمعاني جرّحتني باختصار
كم ندمت وكم على الفرقى وعيد
وكم بكيت من الجفا تحت الستار
ما بقى لي غير ذكراك الوحيد
وانكسر في داخلي ذاك الجدار
كنت أحسب حبّنا دايم جديد
لين شفتك تزرع الهمّ ومرار
لا تظنّي على حبّك أبغى المزيد
الكرامة ما تساومها قرار
ما بقى فيني حنين بستفيد
انتهى الشوق وذبل فيني انتظار
خاطري ما عاد يقوى لا يعيد
ولا بقى في داخلي شيٍ يُدار
كل جرحٍ في خفوقي له رصيد
وانت أول من خذلني بافتخار
لا تسوّي في غيابي لك رصيد
من خذلني ما له بقلبي اعتبار
ما عطيتك في غلاتي أي قيد
كنت حُرّك بين كلّ الناس بار
بس خنت وعفتني وقتي شديد
وانتهت أحلامنا بليّا انتظار
كنت شاريك .. المحبة ما تبيد
بس قلبي ما رضى ذلّ واحتقار
ما نسيتك .. بس علّمت الجليد
كيف يبكي في سكوت الانكسار
فالسلام اختاره القلب العنيد
وانتهى الحُبّ وابتدى درب الوقار