لمياء المرشد
من أبرز القيم التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في حياته هي احترام نفسه وعدم التنازل عن كرامته لأجل الآخرين. كثيرًا ما يواجه الإنسان تحديات وضغوطات تجعله في مواقف قد تدفعه إلى إرضاء الآخرين على حساب نفسه، لكن يجب أن يدرك أن الذل لا يُحقق الاحترام أو المودة، بل يُقلل من قيمة الفرد ويضعف من شخصيته.
الإنسان الذي يحترم نفسه، يقدر قيمته الداخلية ويعمل على تطويرها. الكرامة ليست مجرد شعور داخلي، بل هي سلوك يظهر في طريقة تعاملنا مع الآخرين وفي كيفية وضع حدودنا. عندما يذل الإنسان نفسه للآخرين من أجل الحصول على موافقتهم أو إرضائهم، فإنه يضحي بجزء من شخصيته وكرامته.
ما يجلب احترام الآخرين هو التمسك بمبادئك وعدم التنازل عنها، والقدرة على قول “لا” في اللحظات التي تتطلب ذلك.
في كثير من الأحيان، قد يعتقد البعض أن إرضاء الآخرين على حساب نفسه سيساعده في كسب محبتهم أو تعزيز علاقاته بهم، ولكن الحقيقة أن هذا النوع من التنازل قد يؤدي إلى شعور داخلي بالاستغلال والفراغ. في المقابل، عندما يحافظ الشخص على قيمه ويحترم ذاته، فإنه يُجذب نحو علاقات صحية ومتوازنة تقوم على الاحترام المتبادل.
في العلاقات الشخصية، سواء كانت عاطفية أو صداقة، يعد الذل والتضحية بالكرامة مصدرًا للعديد من المشاكل.
العلاقات الصحية تقوم على التفاهم والتقدير المتبادل. وإذا أصبح أحد الأطراف يذل نفسه دومًا لإرضاء الطرف الآخر، فإن العلاقة قد تصبح غير متوازنة وتؤدي إلى مشاعر الإحباط والاستغلال. الشخص الذي يقدر نفسه يعزز من علاقاته ويحافظ على توازنه النفسي
إن التواضع أمر جيد، لكن يجب أن يكون هناك توازن بين التواضع والتمسك بالكرامة. أن تكون متواضعًا يعني أن تحترم الآخرين وتتعامل معهم بلطف، لكن في الوقت ذاته يجب أن تضع حدودًا واضحة وأن تحافظ على احترامك لذاتك.
لا تذل نفسك من أجل الآخرين، بل اعمل على بناء علاقة صحية مع نفسك أولاً. عندما تعرف قيمتك، ستجذب من حولك الأشخاص الذين يقدرونك ويحترمونك كما أنت. الحياة مليئة بالتحديات، لكن احترام النفس والتمسك بالكرامة هو الطريق لتحقيق السلام الداخلي والنجاح الحقيقي في العلاقات والحياة.
وقفة ٠
الأحترام هو ركيزة الأخلاق ٠