
“90% من الكوارث الطبيعية ذات صلة بالمناخ تؤثر على 217 مليون شخص كل عام، وتتسبب في وفاة 9 ملايين شخص سنويًا نتيجة للتلوث البيئي وخسائر اقتصادية تصل إلى 300 مليار دولار”
سامية السريع ـ الرياض
انطلقت اليوم الثلاثاء 28 نوفمبر 2023م في العاصمة العمانية مسقط أعمال ورشة (حول تطبيقات الرؤية الحاسوبية في حماية البيئة: معالجة آثار تغير المناخ والوقاية من الكوارث) التي تنظمها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على مدى ثلاثة أيام ضِمنَ نطاق الشراكة الإستراتيجية مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو وجامعة السلطان قابوس بمشاركة مختصين من الدول العربية والمنظمات الدولية، والجامعات والجهات ذات العلاقة.
وأوضح وكيل الجامعة للعلاقات الخارجية خالد الحرفش خلال كلمته عبر الاتصال المرئي في افتتاح الورشة أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية انطلاقاً من كونها الجهازَ العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، وعضويتها في مجلس وزراء البيئة العرب، والجهة الموكل إليها تنفيذُ الإستراتيجياتِ والخطط العربية الأمنية، ، فإنها تسعى من خلال برامجها الأكاديمية والتدريبية والبحثية والأنشطة العلمية لمواكبة مستجدات العلوم والتقنية، واستخداماتها في المجالات الأمنية، ومن أبرزها في وقتنا الحالي تقنيات الذكاء الاصطناعي المتسارعة النمو، والتي يمكن الاستفادة منها في مجالات الأمن بمفهومه الشامل، وانطلاقًا من ذلك فقد اهتمت الأجهزة الأمنية العربية بتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها في جمع المعلومات وتحليلها، والخدمات اللوجستية، والعمليات الإلكترونية، والقيادة والسيطرة، وعمليات الإنقاذ، وحماية البيئة وغيرها.
وأكد الحرفش أنه انطلاقًا من هذا السياق تأتي جهود الجامعة الهادفة إلى تعزيز وتيرة مواكبة الأجهزة العربية لهذه التقنيات المتطورة بما يخدم الأمن العربي والدولي، عبر نقل أفضل الممارسات والخبرات التي توفرها الجامعة عبر شراكاتها الإستراتيجية الدولية مع المؤسسات والهيئات الدولية المتخصصة.
من جهته أشار مدير مركز الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية- رئيس كرسي الإيسيكو للتعلم الآلي في الاستشعار عن بعد د. ياسين بن أحمد الملا إلى أن الحاجة أصبحت ملحة للبحث عن تقنيات وتطبيقات علمية متقدمة لتحديد وتحليل البيانات ذات الصلة للمساهمة الفعالة في تمكين صناع القرار، والمجتمعات والأفراد من التكيف والتعافي من الكوارث الطبيعية و الأخطار و الصدمات و الضغوط الناتجة عنها دون المساس قدر الإمكان بآفاق التنمية طويلة المدى، وهو ما يسمى “بالمرونة في مواجهة الكوارث الطبيعية.، وفي مقدمتها تقنية الرؤية الحاسوبية المبنية على الاستشعار عن بعد، وهي تقنية حديثة تسمى بـ “التقنية التمكينية” يمكن استخدامها في مجالات متعددة، بما في ذلك موضوع الورشة، وهي تشكل أداة مفيدة جدًا لدعم دورة إدارة مخاطر الكوارث بأكملها والتي تشمل الوقاية أو التخفيف، والاستعداد، والاستجابة والتعافي أو إعادة الإعمار( بالإضافة إلى التخطيط التشغيلي واتخاذ القرار بشأن هذه المخاطر حماية للبيئة من آثار التغير المناخي.
كما أكدت أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربيةِ والثقافةِ والعلوم آمنة بنت سالم البلوشية في كلمتها أن العالم يواجه تحديات بيئية خطيرة، مثل تغير المناخ، والتلوث، والاحتباس الحراري، مما يؤثر بشكل كبير على البيئة، ويتسبب في فقدان التنوع البيولوجي، وارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة حدة الكوارث الطبيعية، لذلك كان للرؤية الحاسوبية دورًا مهمًا في مواجهة هذه التحديات من خلال مراقبة البيئة، وجمع البيانات، واتخاذ القرارات، مشيرة إلى أن الرؤية الحاسوبية شهدت في سنواتها الأخيرة تطورات كبيرة، مما أدى إلى زيادة إمكاناتها في مجال حماية البيئة، وأصبح الآن من الممكن استخدام الرؤية الحاسوبية لتطبيقات أكثر تعقيدًا، مثل التمييز بين أنواع الأشجار، ورصد الحيوانات المهددة بالانقراض، وتقدير جودة الهواء، ومراقبة التغيرات في المناخ.
وأوضح د. عادل صميدة – خبير تقنية المعلومات في قطاع العلوم والتكنولوجيا بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) أن التغيرات المناخية تشكل تحديات جسيمة للأمن والاستقرار، وتهدد السلامة العامة والاقتصاد والأمان القومي، حيث تشير الإحصاءات الدولية إلى أن 90% من الكوارث الطبيعية ذات صلة بالمناخ مما يؤثر على 217 مليون شخص سنويًا، كما تتسبب في خسائر اقتصادية تصل إلى 300 مليار دولار، إضافة إلى وفاة 9 ملايين شخص سنويًا نتيجة للتلوث البيئي، ما يستدعي سرعة تكثيف الجهود لاتخاذ إجراءات عاجلة، واستخدام التقنيات الرقمية وتطبيقاتها في حماية البيئة.
وتناقش الورشة في يومها الأول أوراقًا علمية حول (دور المدن الذكية والذكاء الاصطناعي في تدبير المخاطر والكوارث في بناء مجتمعات وبنيات تحتية صامدة)، و(رصد وتحليل التغيرات المناخية باستخدام تقنيات ذكاء الموقع)، و(الكشف بالاستشعار عن بعد لتكاثر الطحالب الضارة وتركيزات العوالق النباتية غير الطبيعية عبر المكان والزمان في بحر عمان وبحر العرب)، و(تكامل تقنيات الاستشعار عن بعد مع التعلم العميق الاصطناعي في التخفيف من مخاطر الكوارث وإدارتها)، و(التغيرات المناخية في بحر العرب وتأثيرها على المنطقة)، و(رصد الزلازل والتسونامي عن بعد)
فيما تستأنف الجلسات على مدار اليومين القادمين بورش عمل ضمن محاور الورشة تتناول (دور الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المناخية وحماية البيئة)، و(وتطبيقات اقمار Copernicus واثرها في مراقبة الارض وحماية البيئة)، و(دور النماذج العددية في التنبؤ والتحليل المناخي وحماية البيئة).
يشار إلى أن الورشة تهدف إلى إلقاء الضوء على الدور الذي تقوم به تطبيقات الرؤية الحاسوبية المبنية على الاستشعار عن بعد في حماية البيئة: من خلال معرفة كيف يمكن أن تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والرؤية الحاسوبية في مكافحة تغير المناخ، وإسهام تطبيقات الذكاء الاصطناعي و الرؤية الحاسوبية المبنية على الاستشعار عن بعد في مكافحة الاحتباس الحراري وحماية البيئة، وكيف يمكن أن تتنبأ تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأنظمة الرؤية الحاسوبية المبنية على الاستشعار عن بعد بالكوارث الطبيعية المحتملة، إضافة إلى الاطلاع على التجارب الرائدة في استخدام الرؤية الحاسوبية في مجالات تغير المناخ والوقاية من الكوارث.