بقلم: د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان
إن من أعظم صور لطف الله سبحانه وتعالى بعباده أن يجعل في كل أحوالهم خيرًا، ويحيطهم برحمته وعنايته، فلا تغيب عين اللطيف عنهم في أي لحظة من لحظات حياتهم.
حين يراك الله تعالى مبتسمًا، يكتب لك أجرًا على تلك الابتسامة التي تبث الطمأنينة في قلوب من حولك، وتبعث التفاؤل في النفوس ، وحين يراك موجوعًا، يفيض عليك من رحمته، ويغفر لك ذنبًا، كأنما الألم باب للتطهير والقرب منه سبحانه وتعالى.
إن ما بين تلك اللحظتين – لحظة الفرح ولحظة الألم – هو ميدان رحب للطاعات واليقين بلطف الله تعالى، حيث يشعر المؤمن أن حياته، مهما تباينت ظروفها، فهي في حضرة العناية الإلهية، فلا يغيب عن مراقبته اللطيفة شيء.
وهذا يدعونا جميعًا إلى التفكر في نعم الله تعالى التي تغمرنا دون انقطاع، وأن نجعل من كل موقف في حياتنا سببًا لشكر الله تعالى وعبادته. فالابتسامة صدقة، والصبر عبادة، وكل ما نقدمه في هذه الحياة يُكتب في ميزاننا بلطف من الله سبحانه وكرم.
فلنستمد من هذه الرحمة الإلهية قوةً على مواصلة الطريق، ولنجعل كل ما يمر بنا من أقدار محطةً لتقوية إيماننا وتجديد يقيننا بعظيم فضل الله رب العالمين علينا.