
بقلم:عبدالعزيز عطيه العنزي
اللوحة للفنانة:خلود العمار
في داخلي مدينةٌ صاخبةٌ بالبهجة، ألوانُها تَتراقصُ، وأصواتُ الضحكاتِ تَعلُو. لكن في زاويةٍ مُظلمةٍ منها، يجلسُ حزنٌ صامتٌ، يرتدي ثوبًا رماديًّا، وعيناهُ تحدقانِ في الفراغ.
أحاولُ أن أُمسكَ بفرحةٍ عابرةٍ، كفراشةٍ مُلونةٍ حطت على كَتِفي، لكن سرعانَ ما تهربُ، تاركةً وراءها وخزًا خفيفًا يُذكرني بظلِّ الوحدةِ المُتربص.
أرغبُ بشدةٍ في الانطلاقِ والتحليقِ، كطائرٍ حرٍّ يُعانقُ السماءَ، لكن ثِقلًا خفيًّا يَشدُّ قدميّ إلى الأرض، يُوسوسُ لي بأنَّ السقوطَ أقربُ من التحليق.
أُحبُّ أن أُشارك العالمَ دفءَ قلبي، وأن أُضيءَ عتمةَ الآخرينَ بابتسامةٍ صادقةٍ، لكنَّ جدارًا زجاجيًّا شفّافًا يَفصلُني عنهم، أرى وجوههم الباسمة، وأسمعُ كلماتهم الودودة، لكنني عاجزٌ عن اختراقِ هذا الحاجزِ الصامت.
إنهُ صراعٌ أبديٌّ بين النورِ والظلامِ في داخلي، رقصةٌ مُضطربةٌ بين الأملِ واليأسِ، لحنٌ شجيٌّ تعزفُهُ أوتارٌ مُتنافرة. وفي غمرةِ هذا التناقضِ، أتساءلُ: أيُّ المشاعرِ ستنتصرُ في النهاية؟ وأيُّها سيُلقي بظلالهِ على أيامي القادمة؟