محليات

حرائق لوس أنجلوس

 

الكاتبة : أميرة عبدالله المغامسي

تداولت القنوات الفضائية أخبارًا وتقاريرًا لحرائق لوس أنجلوس ، أكبر المدن العالمية ، مشاهد مرعبة ، حرائق مهولة دمرت وحاصرت كل ماحولها ، مدينةٌ كبيرة اعتادت سنويا أن تنفق مليارات الدولارات لإخماد حرائق غاباتها عدا اليوم صادفت فيه المنطقة تغيرات مناخية وتقلبات سريعة بين الرطوبة ، والرياح العاتية ،فوجدت غابات ذات أغصان وأشجار جافة شكلت وقودًا مناسبًا للحرائق ، خرجت فيه عن السيطرة ، لتواجه تهديدات أخرى فانهمار الأمطار يشكل خطرًا لانهيارات طينية وانزلاقات أرضية . مستصغر شررٍ يلتهم أحياء سكنية ، من أفخم وأرقى الأحياء ، نارٌ خلفت وراءها غاز ثاني أكسيد الكربون و غازات أخرى سامة ،ضُخّت بكميات كبيرة لإطفاءها ، حتمًا ستؤثر على صحة البشر .

ارتفعت نسبة المحاصرة ، أتلفت ودمرت أكثر من 12 ألف منزل ومنشأة، وأجبرت مايصل إلى 200 ألف شخص للنزوح ، وفي آخر التقديرات خسائر وتكلفة اقتصادية تتراوح ما بين 250 _275 مليار دولار ، وهي الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة .

كل ذلك وأمريكا بكل ذكائها واقتصادها تقف عاجزة عن كل شيء ، متفرجة لم ترد رياحًا ولا إعصارًا ولا نارًا ، آثارها الممتدة على المناطق المتضررة ستبقى على سنوات طويلة .

تعددت مصادر الأخبار والتكهنات في أسبابها ، سواء فعل فاعل ، أو سقوط عمود كهرباء ، ألعاب نارية برأس السنة ، طائر يحمل أعواد ملتهبة ، احتباس حراري ، جفاف أرض ، عقوبة ؟! سبحانه لانطّلعُ الغيب “لا يُسأَلُ عَما يَفعلُ وهم يُسألون ” بنهاية الأمر هناك إهمال كبير أيده تكرار الحرائق المستمر .

العبرة مما سبق : مهما بلغ الإنسان من القوة والعلم والتطور والمال لاشيء أمام قوة الله ، وأمام أصغر قوى الله عزّ وجل كالريح والمطر….. فلا ينتفخ غرورًا واستكبارًا ، فيعذبه الله ويخزيه في الدنيا والإخرة ، له وحده الكبرياء والعزة .

أمرٌ آخر هل مِنّا من تَأمّل منزله وحمد الله وشكره ، وإن كان بسيطًا فيه الأمن والطمأنينة والراحة ” لَئِن شكرتم لأزيدنكم ” قوله حق بزيادة النعم لا زوالها ، نِعم صغيرة حولنا ماندركها لدوام وجودها ، فلا ننتظر البلاء لنعرف قيمتها ، كلما أكثرنا الشكر أكثر الله علينا النعم . سبحانه لايظلم أحدا ” ومَا ربُّك بِظلامٍ للعبيد ” إنّما يعطينا دروسًا لا لنزداد استكبارًا ، وإنما نتعظ ونتوب ونرجع إليه . وقانا الله وإياكم شر هذا البلاءات والفتن .

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى