مقالات وشعر

حياتك.. جميلة مرسومة بالحكمة والرحمة

بقلم د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

حياتك ليست مجرد أيام تتوالى أو لحظات تمضي دون أثر، بل هي لوحة متقنة التفاصيل، يرسمها الله سبحانه وتعالى بحكمته البالغة ورحمته الواسعة. كل لحظة تعيشها، وكل موقف تواجهه، جزء من خطة إلهية محكمة تهدف إلى صياغتك بالشكل الذي يعينك على بلوغ الخير في الدنيا والآخرة.

قد تمر بمواقف تثقل قلبك أو أحداث تشعر أنها تعيق طريقك، لكن تذكّر دائمًا أن ما كتبه الله تعالى لك هو خير محض، وإن خفي عنك وجه الحكمة فيه. قد تبدو بعض الأمور وكأنها خسائر، لكنها في حقيقتها أبواب تُفتح نحو آفاق جديدة، وفرص أعظم، وخير أكبر.

لا تكره البلاء إذا أصابك، ففي طياته أجر عظيم، وفي الصبر عليه رفعة وقرب من الله عز وجل ، وما كتبه الله لعباده دائمًا ما يتجلّى بالرحمة، وإن بدا لنا أحيانًا شيئًا لا نفهمه.

تأمل حياتك وراجع ذكرياتك: كم مرة ظننت أن الأبواب مغلقة، لتُفاجأ لاحقًا بأنها فُتحت على مصاريعها نحو خير لم تكن تتوقعه؟ ثق دائمًا أن تدبير الله أعظم من خيالاتنا، وأن كل ما يأتي من الله، وإن بدا مؤلمًا، يخفي وراءه لطفًا ورحمة لا تُدرك في حينها.

عندما تقول بقلب ممتلئ بالإيمان: “رضيت يا رب”، فإنك ترتقي إلى مقام الطمأنينة والسكينة. الرضا لا يعني مجرد قبول الواقع، بل هو ثقة مطلقة بأن ما لديك الآن هو الأنسب لك تمامًا، وأن الله تعالى يمنحك دائمًا ما فيه الخير لك ،و هذه القناعة تمنحك القوة للاستمرار، والأمل في غدٍ أفضل.

حياتك هي أمانة عظيمة أودعها الله بين يديك. كل تفاصيلها مكتوبة بحكمة ورحمة، وكل لحظة فيها فرصة لتقترب أكثر من الله، وتحقق الخير لنفسك وللآخرين. تذكّر دائمًا أن قدرتك على الصبر وتجاوز الصعاب نعمة من الله، فاستثمرها في بناء حياة طيبة تنفعك في الدنيا وتُخلّد أثرك في الآخرة.

ردد بقلب مطمئن ولسان شاكر:
“إن حياتي بيد الله تعالى، فله الحمد والشكر على كل حال.”

 

شعبان توكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى