بقلم د. عثمان عبدالعزيز آل عثمان
في مثل هذه الأيام من العام الماضي، عشنا لحظات مؤلمة بفقد أخينا العزيز صالح، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته. لقد كان فقده مصابًا جللًا وحزنًا عميقًا يعتصر القلوب، إلا أن عزاءنا الكبير يكمن في الأثر الطيب الذي تركه بيننا، وما خلفه من أبناء وبنات بارّين، وإخوة وأخوات مخلصين، وأصدقاء وأحبّة لا يزالون يذكرونه بكل خير، ويدعون له بالرحمة والمغفرة، ويحرصون على تقديم الصدقات الجارية عنه، راجين من الله تعالى أن تكون نورًا له في قبره وسببًا لرفع درجاته.
كان أخونا صالح -رحمه الله- أكثر من مجرد اسم في حياتنا، فقد كان نموذجًا للرجل الصالح المخلص، الذي يخاف الله تعالى في السر والعلن، ويتقيه في جميع أموره. عُرف ببره بوالديه، فقد كان الابن البار الذي يحمل في قلبه الوفاء والاحترام، ولم يدخر جهدًا في خدمتهما وإكرامهما، مقدمًا بذلك مثالًا يُحتذى به في الإحسان وصلة الرحم.
لقد واجه ما أصابه من مرض بصبر وإيمان، ونسأل الله أن يجعل هذا البلاء كفارةً لذنوبه وشهادةً له يوم يلقى ربه، وأن يرفعه إلى مقام الشهداء والصالحين. إن مرضه وما عاناه في أيامه الأخيرة دليل على محبة الله له، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه.”
نرفع أكفنا إلى الله، سائلين أن يرحمه ويغفر له ولجميع موتى المسلمين والمسلمات، وأن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وأن يجزيه عن إحسانه وصدقه في حياته خير الجزاء. كما نسأله سبحانه أن يجمعنا به وبأحبتنا في مستقر رحمته، حيث لا حزن ولا فراق، وأن يرزقنا جميعًا حسن الختام.
رحمك الله يا صالح، ستبقى ذكراك عطرةً في قلوبنا، ودعواتنا لك لا تنقطع. ونسأل الله أن يجعل لك نصيبًا وافرًا من رحمته وفضله، وأن يسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.