بقلم/ بشائر الحمراني
سأحدثك عني… عن شخص تاه بين محطات العلاقات الإنسانية. أحيانًا كان الصديق المثالي، وأحيانًا الآخر البعيد. جرّبت في حياتي كل شيء؛ أن أكون الحاضر والمساند، وأن أكون الغائب الذي خانته الكلمات. أحاول دائمًا، لكنني مثل أي إنسان، أفشل مرة وأصيب مرة، وأخذل نفسي وأحبّتي في مرات أخرى.
كنت الشخص الذي يثق في الجميع، أمد يدي دون تردد، لكن الحياة علّمتني أن ليست كل يد ممدودة تستحق أن تمسكها. أحببت بصدق، لكنني في لحظات ضعفٍ، لم أكن أملك الشجاعة الكافية لأقول الحقيقة، فخذلت من ظنوا أنني دائمًا سأكون هناك. في المقابل، كنت أحيانًا من ينقذ العلاقات التي تهاوت على شفا حفرة من الانهيار، أتمسك بها، رغم أنني كنت أعلم أنها لم تعد تستحق الجهد.
لا أنكر أنني جربت كل المشاعر الممكنة؛ السعادة في نجاح العلاقة، وخيبة الأمل في فشلها. عشت الانتصار عندما كنت أقف إلى جانب من أحب في أسوأ ظروفهم، لكنني أيضًا ذقت مرارة الفشل حينما احتاجوني ولم أكن الشخص الذي وعدت بأن أكونه.
في كل علاقة خضتها، كنت أتعلم درسًا جديدًا. تعلمت أن الناس ليسوا كما نتخيلهم دائمًا، وأننا أنفسنا قد نخيب توقعاتنا قبل أن نخذل الآخرين. تعلمت أن الفشل في العلاقات ليس نهاية الطريق، بل جزء من الرحلة. أن كل خذلان يحمل في طياته فرصة للتعلم، وكل نجاح هو خطوة نحو نضج أكبر.
سأحدثك عني… عن شخص ما زال يبحث، يجرب، ويتعلم. لن أعدك بأنني لن أخطئ، لكنني أعدك بأنني سأحاول دائمًا أن أكون أفضل نسخة من نفسي، حتى لو كان الطريق مليئًا بالفشل والنجاح معًا.
فهل يكفي هذا الحديث لتفهمني؟