محليات

ضياء : فوائد القيلولة لا يمكن حصرها وتحذير من تحويلها لساعات نوم متواصلة 

 

غيدا موسى – جدة

أكد طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن هناك فوائد إيجابية عديدة للقيلولة ( نومة وسط النهار ) وخصوصًا عند الأشخاص الذين لا يحصلون على كفايتهم من ساعات النوم ، مبينًا أن رسولنا الكريم حث على القيلولة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل ) ، كما كشفت لنا العديد من كتب السنة النبوية الأحاديث التي أشارت إلى أن القيلولة من العادات التي حافظ عليها رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- وندب أصحابه وأمته إليها، بحيث أصبحت القيلولة جزءاً مهماً من حياة المسلمين إلى يومنا.

وأضاف : أثبتت العديد من الدراسات المرتبطة بالنوم أهمية القيلولة على صحة الجسم ، وأكدت على أن المدة المناسبة للقيلولة هي من 15 إلى 20 دقيقة، وأفضل توقيت لها من الساعة الواحدة وإلى الثالثة ظهرًا ، فهذه الفترة تقع في منتصف النهار، وبعيدة نسبيًا عن الوقت المخصص للنوم ليلاً، لذا فأخذ قيلولة في هذا الوقت غالبًا لن يؤثر سلبيًا على نمط نوم الشخص ليلًا ، على أن تكون هذه القيلولة قصيرة ولا تتجاوز 20 دقيقة في غرفة مناسبة للنوم ومريحة، وهادئة، وخفيفة الإضاءة.

وتابع : كشفت الأبحاث التي أجريت في جانب القيلولة أن القيلولة تسهم في إراحة الدماغ، والاسترخاء البدني، وإزالة التشنج العضلي، وتعزيز قدرة الإدراك والتلقي وتنهي تأثير التعب وتعيد الاستقرار والحيوية والنشاط للذهن والجسم ، كما تعزز مستويات الطاقة وتحسن المزاج ، إذ تعمل القيلولة على إعادة شحن الجسم، مما يجعل الفرد أكثر نشاطًا وفي مزاج أفضل لبقية اليوم ، وبجانب ذلك تساعد القيلولة على توحيد المعلومات في الدماغ، مما يسهل تذكر التفاصيل وتعلم مهام جديدة ، كما أكدت البحوث العلمية الحديثة أن القيلولة أهم مضاد للتوتر والقلق وذلك عبر تقليص معدل هرمون الكورتيزون المسؤول عن التوتر ، كما بينت الدراسة التي تمت تحت إشراف الباحث الأسباني د. إيسكالانتي ، أن القيلولة تعزز الذاكرة والتركيز، وتفسح المجال أمام دورات جديدة من النشاط الدماغي في نمط أكثر ارتياحًا ، مع مراعاة عدم الإطالة في القيلولة، لأن الراحة المفرطة قد تؤثر على نمط النوم العادي ، وأشار الباحث د.إيسكالانتي إلى أن الدول الغربية بدأت تدرج القيلولة في أنظمتها اليومية، وأوصى بقيلولة تتراوح بين 10 – 40 دقيقة يوميًا .

وأكمل : أظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها جمعية الصحة الأردنية أن نوم “القيلولة” ظهرًا لفترة محدودة يوميًا مفيدة للقلب ، وتحد بشكل كبير من الوفيات الناجمة عن الامراض القلبية، خاصة لدى الرجال.

وأكدت نتائج الدراسة أن الرجال الذين يقيلون يوميًا هم أقل عرضة لوفاة مرتبطة بالأمراض القلبية، خاصة مرض احتشاء عضلة القلب أو تلف الصمامات القلبية والشرايين والأوردة ، كما أوصت فرنسا مواطنيها مؤخرا بأخذ قيلولة بعد الظهر للتخفيف من حاله الأرق لدى القوى العاملة، خاصة الرجال ، كما أكد العلماء في مؤسسة “النوم الوطنية الأمريكية” أن فترات القيلولة القصيرة في منتصف النهار لمدة نصف ساعة تلغي تأثير التعب، وتعيد الاستقرار والحيوية والنشاط للذهن والجسم مهما كانت نوعية المهمة التي يقوم بها الإنسان.

وشدد د.ضياء على أهمية مراعاة الفترة الزمنية للقيلولة على أن لا تتجاوز 20 دقيقة ، حتى لا ترتبط هذه القيلولة الطويلة بسوء الحالة الصحية وانخفاض العمر، لأن الأشخاص الذين يأخذون قيلولة طويلة باستمرار من المحتمل أن يحصلوا على نوم منخفض الجودة أو فترات نوم قصيرة في الليل ، كما أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى قيلولة طويلة عادة ما يكونون متعبين جدا وبطيئين أثناء النهار، وبالتالي أكثر عرضة لنمط حياة خامل ، فالأشخاص الذين يحوّلون القيلولة إلى ساعات نوم طبيعية فغالبًا يشكل ذلك علامات على أن الفرد يشكو من اضطرابات النوم وأهمها الحرمان من النوم لعدم حصول جسده على ساعات كافية من النوم وجودته.

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى