
مجموعة الغد:منى الحميد
في إطار السعي إلى تنمية مهارات الطلاب وتعزيز حضورهم الإعلامي، أُنشئ المركز الإعلامي في مدارس شعلة الإيمان ليكون منبراً لإبراز جهودهم وصقل مواهبهم في بيئة تعليمية محفزة. وقد جذبني أداء فريق هذا المركز، الذي تألق في تغطية الفعاليات والملتقيات خارج نطاق المدرسة، ناقلاً للمجتمع رسائل مهنية ووطنية تسهم في رفع مستوى الوعي، وتعزز من جسور التواصل بين الميدان التعليمي وسوق العمل،وانطلاقًا من إعجابي بما يقدمه هذا المركز من جهود إعلامية لافتة، وجدتُ دافعًا لإجراء لقاء صحفي مع المدير التنفيذي للمدرسة، الأستاذ طارق عواد العنزي، ومشرف الإعلام، الأستاذ أحمد الطويل، لاستكشاف الرؤية التي تقف خلف هذا التميّز، فكان هذا الحوار الذي جمعنا:
المدير التنفيذي ا/ طارق بن عواد العنزي
• كيف ترى فكرة إنشاء مركز إعلامي داخل المدرسة؟ وهل تتماشى مع رؤية وأهداف المدرسة؟
إن إنشاء مركز إعلامي في البيئة التعليمية خطوة رائدة تسهم في تنمية مهارات الاتصال والتعبير لدى الطلاب، وتتماشى مع أهداف التعليم في بناء جيل واعٍ ومسؤول.
وما يميز هذا المركز أنه لا يقتصر على الشأن المدرسي، بل يسعى ليكون منبرًا يخدم محافظة حفر الباطن، عبر تغطية فعالياتها ومناسباتها المجتمعية، بما يعكس روح الانتماء والمسؤولية.
كما ينسجم مع رؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، في تمكين الشباب وصناعة جيل إعلامي مؤثر.
• هل تعتقد أن المركز الإعلامي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتعزيز التواصل مع المجتمع؟
نعم، المركز سيكون منصة مجتمعية تسلط الضوء على المبادرات المحلية، وتنقل الصورة الإيجابية لمحافظة حفر الباطن، مما يعزز التواصل بين المدرسة والمجتمع، ويخدم الأهداف الوطنية في التكامل المجتمعي والإعلامي.
• هل هناك استعداد لتخصيص ميزانية لإنشاء وتشغيل المركز؟
بكل تأكيد. المركز الإعلامي يمثل استثمارًا في رأس المال البشري، وسندعمه بالميزانية والتدريب اللازم، ليكون رافدًا لصناعة محتوى إعلامي وطني هادف، يُعبّر عن صوت الشباب وخدمة المجتمع المحلي.
• كيف سيتم دمج المركز في الأنشطة التعليمية؟
سيُدمج من خلال ربطه بالمواد الدراسية مثل اللغة العربية والمهارات الرقمية، وتفعيله ضمن الأندية الطلابية، ما يعزز التعلم النشط والتفكير النقدي، ويُنمّي الحس الوطني لدى الطلاب.
• ما توقعاتكم لنجاح المركز؟
على المدى القريب: تطوير مهارات الطلاب وزيادة التفاعل المجتمعي.
وعلى المدى البعيد: إعداد جيل إعلامي يخدم الوطن، ويعكس قيمه وهويته، في ظل رؤية طموحة وقيادة ملهمة نحو مستقبل معرفي مزدهر.
مشرف الإعلام:أ/احمد الطويل
١. ما رؤية ورسالة الفريق الإعلامي في المدرسة؟
رؤيتنا في الفريق الإعلامي أن نكون نافذة المدرسة إلى المجتمع، ننقل من خلالها صورة حقيقية وملهمة لما يُنجز داخل أسوارها. أما رسالتنا، فهي تمكين الطلاب من التعبير الواعي والمسؤول، وصناعة محتوى هادف يعكس قيم المدرسة ويخدم قضايا المجتمع.
٢. كيف يساهم الفريق الإعلامي في متابعة وتوثيق المبادرات المجتمعية داخل المدرسة؟
نحن نؤمن بأن المبادرات المجتمعية هي روح العمل المدرسي، لذلك نحرص على توثيقها بشكل احترافي، ومتابعتها منذ الفكرة وحتى الإنجاز. نعد تقارير، نصور، وننتج محتوى يُظهر أثر هذه المبادرات، مما يسهم في تعزيز تفاعل المجتمع مع المدرسة ويشجع على مزيد من المشاركة.
٣. هل لديكم خطة مستقبلية لتوسيع أثر الفريق الإعلامي داخل المدرسة وخارجها؟
نعم، نعمل حاليًا على إعداد خطة تشمل:
إنشاء محتوى دوري يعرض أبرز الأنشطة والمبادرات.
تدريب الطلاب على أدوات وتقنيات الإعلام الرقمي.
بناء شراكات إعلامية مع جهات تعليمية ومجتمعية لنقل صورة المدرسة في المحافل المحلية.
٤. ما دور الفريق الإعلامي في بناء نواة إعلامية طلابية؟
نحن نرى في كل طالب إعلاميًا محتملًا، لذا نعمل على اكتشاف المواهب مبكرًا، وتقديم برامج تدريبية عملية في التصوير، المونتاج، كتابة المحتوى، وصناعة التقارير، لنصنع نواة إعلامية طلابية تقود المشهد وتكون جزءًا من صناعة القرار الإعلامي داخل المدرسة.
٥. كيف ينسجم عمل الفريق الإعلامي مع رؤية المملكة 2030؟
يتماشى عملنا تمامًا مع أهداف رؤية 2030، التي تسعى إلى تمكين الشباب، وتعزيز قدراتهم في مجالات متعددة منها الإعلام. من خلال تدريب الطلاب وإشراكهم في الأنشطة الإعلامية، نُسهم في بناء جيل رقمي واعٍ، يعبّر عن نفسه ومجتمعه بثقة واحتراف٠
وبعد هذا اللقاء، شدّني الفضول لأقترب أكثر من تجربة الطلاب أنفسهم، فكان لقائي مع الطالب عواد العنزي، أحد نجوم الفريق الإعلامي، لأستمع إلى قصة شغفه، وأتعرّف على رحلته داخل هذا المركز، ودوره في التغطيات، ومشاعره تجاه هذه التجربة الملهمة، وأبرز المهارات التي اكتسبها… فكان هذا الحديث:
• كيف كانت أول تغطية إعلامية لك خارج المدرسة؟ وماذا شعرت وقتها؟
كانت تجربة لا تُنسى. شاركنا في تغطية إحدى الفعاليات المجتمعية في محافظة حفر الباطن، وكنت أشعر بمسؤولية كبيرة لأنني أمثل صوت الشباب في الإعلام. كنت متوترًا في البداية، لكن ما إن بدأت بالتصوير وتنسيق التغطية حتى شعرت بالفخر، وكأنني أقدم شيئًا حقيقيًا للمجتمع.
• ما المهارات التي اكتسبتها من خلال مشاركتك في المركز الإعلامي؟
تعلمت أشياء كثيرة، مثل التعامل مع الكاميرا، وكتابة التقارير، وتحرير الفيديو، لكن الأهم من ذلك هو مهارات التواصل والعمل الجماعي، وتحمل المسؤولية. صرت أعرف كيف أنقل فكرة بطريقة مؤثرة ومحترمة، وهذا علّمني الانضباط والاحتراف.
• هل ساعدتك هذه التجربة في تحديد ميولك المستقبلية أو أهدافك المهنية؟
نعم، قبل دخولي الفريق الإعلامي لم أكن أعرف بالضبط ماذا أريد أن أكون، لكن الآن بدأت أفكر بجدية في دراسة الإعلام أو العلاقات العامة. صرت أشوف نفسي يومًا ما أعمل في مجال إعلامي يخدم الوطن، وينقل الصورة الجميلة عن شبابنا ومجتمعنا.
ختاماً،ان ما لمسته من خلال هذا التحقيق يثبت أن المركز الإعلامي في مدارس شعلة الإيمان ليس مجرد مبادرة تعليمية، بل هو مشروع وطني متكامل، يُسهم في بناء جيل يمتلك أدوات العصر، ويعبّر عن ذاته ومجتمعه بوعي ومسؤولية. هو منصة لتطوير المهارات، وتعزيز الانتماء، ودعم القيم، وتسويق الصورة الإيجابية للمدرسة في محيطها الاجتماعي والتربوي،مركز يترجم رؤية المدرسة في إعداد جيل يتقن لغة الإعلام ويستخدمها لخدمة وطنه،
وبين طموح الإدارة، وحماس المشرفين، وإبداع الطلاب، تترسخ قناعة راسخة بأن الإعلام المدرسي حين يُدار برؤية، يصنع تأثيرًا يتجاوز أسوار المدرسة، ليصل إلى قلب المجتمع كخطوة حقيقية نحو بناء جيل يُحسن التأثير كما يُحسن التعبير.