
الكاتب : عبدالله العطيش
قال تعالى ” وَالأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فيها دِفءٌ وَمَنافِعُ وَمِنها تَأكُلونَ وَلَكُم فيها جَمالٌ حينَ تُريحونَ وَحينَ تَسرَحونَ* وَتَحمِلُ أَثقالَكُم إِلى بَلَدٍ لَم تَكونوا بالِغيهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُم لَرَءوفٌ رَحيمٌ* وَالخَيلَ وَالبِغالَ وَالحَميرَ لِتَركَبوها وَزينَةً وَيَخلُقُ ما لا تعلمون “.
أثناء تناولي القهوة بأحد المقاهي وجدت قطة تترقب من وراء الزجاج, وجدتها ويبدو عليها الجوع والعطش تلك الأرواح التي لا حول لها ولا قوة , وجلبت لها ما يمكن جلبه ثم مضيت ذاهباً وتذكرت حديث نبينا صلى الله عليه وسلم ” من لا يرحم لا يُرحم”.
إن رعاية الحيوان جزء لا يتجزأ من حق الطبيعة فمن حق المخلوقات التي تشاركنا الحياة على هذا الكون بشراً كان أو حيوان أو نباتاً أن نحنو عليه, فالأديان السماوية وعلى رأسها ديننا الإسلامي الحنيف قد حث على رعاية الحيوان والرحمة به, بل جعل الإحسان اليه من الإنسانية
جميعنا يعلم قصة المرأة التي دخلت النار في هرة لأنها حبستها ولم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ونعلم أيضاً قصة الرجل الذي اشتد عليه العطش فوجد بئراً ونزل يشرب منه وعندما صعد وجد كلباً يلهث من العطش فعرف أن هذا الكلب بلغ من العطش ما بلغ منه فسقاه بحذائه فشكر الله له ودخل الجنة، ويؤسفني أن أقول إن الحيوان أصبح إنساناً في عالمنا والإنسان أصبح حيواناً، لأن الحيوان لا يخون ولا يغدر ولا يطعن في الظهر كما يفعل البشر ببعضهم البعض.
الحيوان لا يحسد ولا يغار ولا يحقد على أبناء سلالته الأفضل منه الحيوان لا يقتل أخاه لينفرد بميراث أبيه ولا يفكر في إبادة أبناء جنسه, الحيوان لا يوعد ويخلف وعده. كن انسان. حفظ الله المملكة وشعبها.