بقلم: ثامر العنزي-حفر الباطن
هل تساءلتم يومًا لماذا تمر اللحظات الجميلة في حياتنا بسرعة؟ ولا ندرك قيمة وجودها إلا بفقدها،
هل كل جميل بالحياة سره أن يذهب بسرعه بدون سابق إنذار و هل القدر يختار الأجمل ويقول حافظوا على ما تبقى من الأحباب والأصحاب لأن كل عزيز لديكم يختفي بسرعه دون أن تشعروا بذلك تاركًا فراغًا يصعب تعويضه؟
فجعنا بوفاة أحد الأصدقاء في ليلة الجمعة الماضية وكان الخبر كصاعقة ومن ذهول المصيبه أختفى الأدراك والشعور أن هذا الخبر صحيح، هل لأن الخبر جاء فجأه أو الفقد عظيم، والأمر جلل وكأن ساعات الزمن تتوقف وتعود بالذاكرة إلى أجمل اللحظات معه مهما وصفت الموقف لا أستطيع أدراكه حتى هذه اللحظه ، ذلك الشخص المحبوب الذي يسعى دائماً لمساعدة المحتاجين وقضاء حوائجهم ، كان الكرم سجيته وطبعه والأبتسامة و البشاشة لا تفارق محياه والترحيب على لسانه
كان مشاركًا في الأفراح والأتراح مهما نتكلم عنه لن نوفيه حقه
ونسأل الله أن يجعله مبتسماً في جنات عدن كما كان مبتسمًا بيننا ويجمعنا به في جنات النعيم .
عزاؤنا في أخينا وصديقنا أبو محمد محبه الناس له وكما قال صلى الله عليه وسلم (الناس شهداء الله في أرضه:
عن أنس قال: “مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي ﷺ وجبت، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت، فقال عمر بن الخطاب: ما وجبت؟ قال هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض”
رواه البخاري
رسالة لكل أخ وأخت
تفقدوا أحبابكم وأصحابكم فأن العمر قصير والحياة سريعه ودعوا الخلافات فأن
الحياة لا تستحق كل هذا الزعل او الخصام والفرقه والمقاطعه كلمة أعتذار أو قبله على جبين كفيله بإعادة المياه إلى مجاريها ففي الفقد يكون الندم كسكين يغرس في القلب ينزف ألمًا وحزنًا، و يأتي كتحذير لنا لنقدّر ما نملك.
ولا يكن حالك مستراح منه
أخرج البخاري ومسلم عن أبي قتادة – رضي الله عنه -: “أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مُرَّ عليه بجنازة، فقال: ((مستريح أو مستراح منه))، قالوا: يا رسول الله، ما المستريح وما المستراح منه؟ قال: ((العبد المؤمن يستريح من نصَب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد.
دعونا نتفقد أحبابنا وأصحابنا، فالعمر قصير والحياة سريعة.
نختم بأبيات شعرية تعبر عن مشاعرنا:
خسرنا الحلم والخلق المزكّى
خسرنا هيبة الرجل المثالي
فلم أتوقع المأساة أصلًا
ولا خطرت ولا جالت ببالي
ضياعك يا صديقي كان مرًا
أضاع النور في حلك الليالي
تؤم الناس بيتك كي تعزي
ولكن من يعزيني بحالي
دمتم بود