الكاتبة لمياء المرشد
أمسكت قلمي لأسكب ما يفيض به قلبي، ولكن الحروف وقفت على أبواب السطور، عاجزة عن وصف ما يعتريني. كلما حاولت أن أُرتّب مشاعري، تاهت بين أفكاري وتبعثرت بين أناملي. كأن اللغة قد خانتني، وكأن القلم أعلن استسلامه أمام عاصفة المشاعر التي تعصف بي. ربما هناك أشياء في الروح لا تسكن الأوراق، وأحاسيس تُروى بالصمت أكثر من الكلام.
إنني أجلس أمام هذا الصمت الثقيل، أبحث في داخلي عن كلمات تُحرّرني مما يعتصر قلبي، لكنني أجدني أواجه فراغًا مليئًا بالعجز. ليس لأن المشاعر قليلة، بل لأنها عظيمة، أكبر من أن تُحبس بين سطور أو تتقيد بحروف
أكتب وأمحو، وكأنني أحاول رسم لوحة بألوان تختفي كلما لامست الورق. أحاول أن أصف الحنين، لكنه يبدو أوسع من كل اللغات. أبحث عن مفردات تصف الشوق، فأجده أعقد من أن يُحاصر بكلمة
أحيانًا أظن أن الكتابة خيانة لهذه المشاعر، فهي تُختزل حين تُقال، بينما حقيقتها تكمن في ضجيجها الذي يملأ الروح دون صوت. ربما لهذا أجد الصمت أكثر بلاغة؛ ففيه صوت القلب وحده، بلا ترجمة، بلا قيود.”