غيداء الغامدي – مكة
أنطلقت اليوم الأول من أكتوبر 2024 في جميع دول العالم أنشطة وفعاليات شهر التوعية بسرطان الثدي ( أكتوبر الوردي) ، وذلك بهدف توعية نساء وشابات المجتمع بمرض سرطان الثدي وكيفية الوقاية منه .
وأكد الدكتور هدير مصطفى مير استشاري علاج الأورام بالأشعة، أن عدم الكشف المبكر لمرض سرطان الثدي وضعف الوعي الصحي من قبل بعض السيدات أدى إلى سرعة انتشاره وسط المجتمعات العالمية، لافتاً إلى أن سرطان الثدي يحتل المراحل المتقدمة في سجل الأورام على المستوى العالمي.
وأشار إلى أن سرطان الثدي، هو انقسام غير طبيعي وغير منتظم لخلايا الثدي عند المرأة ويحدث غالباً في خلايا القنوات الحليبية، ويؤدي إلى تكوين ورم كامن، ونتيجة لتعدد انقسام الخلايا عشوائيا يكبر حجم الورم بسرعة ويؤدي إلى انتشاره في الجسم عن طريق الدم والقنوات الليمفاوية، مشيراً إلى أن سرطان الثدي يعتبر الأكثر شيوعا بين أنواع السرطان الأخرى التي تصيب النساء والمسبب الأول للوفاة من بين جميع الأمراض السرطانية.
ولفت د.هدير إلى أن هناك 3 طرق للكشف المبكر لسرطان الثدي وهي: الطريقة الأولى: عن طريق الاكتشاف المبكر من خلال الفحص باستخدام أشعة ‘الماموجرام’ عندما تظهر علامات محددة تدل على المرض في بدايته، ويكون ذلك عادة في مرحلة مبكرة جداً، فيما تتمثل الطريقة الثانية من خلال الفحص السريري الذي يتم بواسطة الطبيبة، إذ توجد أعراض معينة منها تغيرات في حلمة الثدي، وإفرازات تخرج منها، وتورمات تحت الإبطين وفي الثدي، أما الطريقة الثالثة فهي ذاتية تعتمد على فحص المرأة نفسها، وهي ضرورية لمعرفة أية تغيرات تطرأ على طبيعة الثدي، لكن نسبة الوعي المطلوبة لهذا المرض متدنية في مجتمعنا، فمعظم الحالات التي تردنا تكون في المرحلتين الثالثة أو الرابعة وهي المراحل المتأخرة، فبالرغم من أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً في الغرب إلا أن معظم الحالات يتم تشخيصها في المرحلتين الأولى والثانية لأسباب عديدة من بينها الوعي الذاتي لدى النساء، وتوفر وسائل الفحص والتشخيص المبكر في العيادات المتخصصة.
وعن مدى وعي السيدات بالمرض والكشف المبكر قال د.هدير:
الوعي الصحي الآن أصبح أفضل من السابق لدى السيدات، كما أن البرامج والحملات الوطنية لدينا أسهمت في تعزيز وتكريس التوعية بأهمية الكشف المبكر، ففي السابق كانت الحالات تكتشف في المرحلتين الثالثة والرابعة وهما من المراحل المتأخرة، لذا لابد من استمرار برامج التوعية الصحية في جانب سرطان الثدي.
وعن الحالات التي تهمل العلاج أفاد بقوله: سرطان الثدي إذا لم يتم علاجه فإنه يؤدي إلى تقرح في الجلد والتهابه، وتكاثر الخلايا السرطانية في الثدي، وانتشار الورم إلى الغدد اللمفاوية مما يؤدي إلى زيادة خطر انتشار السرطان في أعضاء أخرى أعضاء حساسة مثل: الدماغ، الكبد، الرئة، مما يؤدي إلى تأثر وظائف هذه الأعضاء وتوقفها، وتدهور صحة المريضة ثم وفاتها في مراحل متقدمة من المرض.
وشدد د.هدير على أهمية تفاعل سيدات المجتمع مع البرامج التوعوية التي تحث على إجراء الكشف المبكر معتبراً أن ذلك يجعل السيدة في حالة أفضل وشفاء أسرع في حالة رصد أي تغيرات في الثدي ” لا سمح الله ” ، إذ ينصح بضرورة عمل أشعة ” الماموجرام “على الثدي بطريقة منتظمة وفحص الثدي بانتظام، حيث إن من مزايا الأشعة أنه يتم اكتشاف السرطان قبل الشعور به وكذلك يمكن عن طريق هذه الأشعة رؤية ترسبات الكالسيوم التي قد تكون بداية سرطان الثدي، أما علاج المرض فإنه يتم وفقاً لتشخيص المرض (نوع الورم، مرحلته، حجمه) والحالة الصحية للمريضة، فهناك العلاج الكيميائي والبيولوجي، العلاج الإشعاعي، العلاج الهرموني، الجراحة، العلاج الموجه.