في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) 2003، تداولت قنوات فضائية عدة خبر المهندس الألماني الذي نشر قبل عام من ذلك عبر صفحته على الإنترنت منشوراً يسأل فيه إن كان هناك شخص يمكن أن يعرض جسده للأكل، وفعلاً لبى أحدهم الدعوة وزار المهندس في بيته، حيث وجده منهمكاً في إعداد وجبة بشرية لمدعو آخر.
التهم المهندس وضيفه الوجبة البشرية ثم التفت الأول إلى صيده الجديد وكاد كل شيء يمر بسلام، لولا أنه أعاد الكرّة على صفحات الإنترنت بحثاً عن ضحية تقبل عرض نفسها للافتراس، وفي هذه المرة تقدم له خمسة أشخاص، لكن الشرطة انتبهت إلى العملية وتمكنت من إيقافها قبل التنفيذ، كما اكتشفت آثار افتراس آدمي في بيت المهندس.
المشكلة التي اتضحت أثناء المحاكمة تمثلت في أن القانون الألماني لا يتوافر على نصوص تجرم “الافتراس الآدمي” أو أكل لحوم البشر، مما اضطر الادعاء العام إلى توجيه تهمة القتل للمهندس، لكن محامي الدفاع أصر على أن موكله لم يقتل ضحيته أو ضحاياه، مستدلاً بظروف القضية وحيثياتها التي تؤكد أنهم قدموا أنفسهم وعن طيب خاطر لموكله.
بعد جدل حكمت المحكمة في 29 ديسمبر (كانون الأول) 2003 على المفترس الألماني بـ15 سنة سجناً، بحسب ما جاء في كتاب “افتراس اللحوم الآدمية…