
محمد الفايز
من يقرأ التاريخ يستطيع ببساطة تخمين المستقبل، لذلك لم يكن غريبا على المملكة العربية السعودية أن تقود مبادرات سلام ومفاوضات صلح في كل زمان ومكان، وهذا ليس جديدا على المملكة التي عُرفت على مر العصور والأزمان بأنها ذات سياسة ثابتة برجال عظماء، سجل التاريخ لهم مواقفهم وخلدها جيلا بعد جيل، فكانت أرض المملكة مفتوحة أمام القمم العربية والإقليمية والعالمية، تستقبل الخصوم وتجمعهم وتحل الخلاف بينهم، وما ذاك إلا انطلاقا من معتقدها الديني والإسلامي والعروبي القائم على نشر قيم المحبة والتسامح للشعوب.
السياسة السعودية التي تمتاز بحكمة ودبلوماسية ليس لها شبيه، ولطالما كان نهج قادتنا العمل الدؤوب وبجهد كبير بهدف التقارب بين الشعوب وإخماد نار الحروب التي تدق طبولها حول العالم، فكان القرار السعودي حاضرا بجميع الأزمات العالمية منها والعربية، وآخر مشاهدها كان مؤتمر جدة لحل الأزمة الأوكرانية، وذلك بتوجيه من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وترأس هذه القمة ولي العهد الأمير الملهم محمد بن سلمان حفظه الله.
رسائل سمو سيدي الأمير بحل الخلاف، وحل الأزمة الأوكرانية وتجنيب العالم استمرار حرب تدور رحاها، ويزداد تأثيرها على العالم، هي أن السعودية التي تمتاز بقوة ونفوذ من جميع الأصعدة سواء السياسية والاقتصادية والعسكرية، فهي صمام أمان، وتأثير قرارها على المستوى العالمي كقوة لها الثقل في القرار العالمي، ولها تحالفات مهمة تعاملت معها برؤية وضعها سمو سيدي ولي العهد، هذه الرؤية مكنت السعودية من نفوذ قوي يدرك المتغيرات والمصالح ويتعامل معها بحرفية عالية لا مثيل لها.