بقلم ـ بدرية آل عمر
دعهم يعيشون كيفما أرادوا لست وكيل عليهم، أرهقتهم السنين وأرهقهم التعب وتربية الأبناء ، عاشوا في وقت عصيب تجرعوا المرار، شدوا على بطونهم أحزمة الجوع لكي يكرمونا عمروا الدار والأوطان، كانت بيوتهم مفتوحة للجميع حبًّا وكرامة وطيبة نفس.
لماذا كل هذا الهجوم عليهم بسبب أخطاء فردية وتصرفات لربما تكون فضفضة عابرة أو هروب من واقع لا يُحتمل! ، خلف جدران البيوت وغيوم غطت السماء، وصيف يهلك القلب وخريف تساقطت به أجمل الأشياء.
عاد الربيع على قلبه بعد عناء طويل ليستريح ويتمتع بكرم الله ونعمة بين يديه.
حياة لم يعشها في صغره، وجوه لم ير مثلها، يقطف من ثغر الأيام أجملها، ومن رحيق الوقت ألذ مذاق، ومن ورد الحياة ابتسامة، ومن جوف الفراغ شربة عسل.
يخرج من ذاك الفراغ لربما يلتقي بأصدقاء يملؤون يومه..
سنكبر وسنكون مثلهم ، نتلمس الطرقات نشم رائحة الغائبين: صديق باقٍ لكنه على فراش المرض ، وأخ لا نعلم أين رحل ؟! و ابن في عمله ، وربما تخلى و بنت تلاطم أمواج الحياة، وذكريات لم تعد سوى ذكريات.
كلمات قاسية مربكة مؤلمة عندما تنتقد رجل طاعن في السن، ماذا أبقينا ؟!، وأين التربية والكلمات التي تعلمنها، في فن احترام الكبير والبر وباب الجنة ؟!!