
بقلم 🖋️ آمنة بنت خليل عسيري
في حضرة التغيير، لا تُعزف النهايات، بل تُعاد كتابة اللحن… وها نحن نُودّع إدارةً، عزف أفرادها بانسجام، فأبدعوا سيمفونيةً اسمها: “حفر الباطن”.
نقف على أعتاب تحوّلٍ جديد…
تحوّلٍ لا يقتلع الجذور، بل يُعيد توزيع الظلال..
تحوّل لا يُغلق الأبواب، بل يُبدّل المداخل، ويُعيد هندسة الجهات نحو ضوءٍ آخر.
وفي هذا الوداع، لا نودّع هيكلًا إداريًا ولا مبنًى رسميًا؛ بل نودّع إدارة كانت قلبًا نابضًا في جسد التعليم..
وعقلًا يُدير الحلم، ويدًا تمسك المقود وسط المتغيرات..
إدارة لم تكن مجرد موقعٍ جغرافي، بل مركز إشعاعٍ تربوي، ومحرّكًا لمنظومةٍ وطنيةٍ عظيمة.
إدارة تعليم حفر الباطن… كانت حاضنة للمعنى، وذات رسالة نسّقت فيها لحنًا منسجمًا عزفه آلاف العاملين؛ كلٌّ على وتره، لكن جميعهم على مقام الوطن.
هنا… حيث تناغمت الخطط والتطلعات..
وتصافحت الأنظمة والمبادرات..
ففي كل زاوية: جهدٌ لا يُرى..
وفي كل مهمة: فكرةٌ تُروى..
وفي كل توقيع: مسؤولية لا تغفو.
من رسم السياسات، إلى هندسة البيئة المدرسية..
من تهيئة المعلّم، إلى تمكين الطالب..
من أمن المباني، إلى طمأنينة المستفيد..
كانت الإدارة بيتًا للقرار، ومدرسة للإتقان.
وقد لا نُسمّي الأقسام والوحدات والفرق؛ لكن كلّ من خدم يعلم أن له في هذا الثناء سهمًا،
وفي هذا المقام منزلةً، وفي الذاكرة أثرًا لا يُنسى.
نُقدّر هذا التحول لأننا نُجيد الإيمان بالمراحل..
ونُحسن التفاعل مع التغيير كفرصةٍ لإعادة التوهّج من زوايا أخرى.
فلمن قاد… ونسّق… وتابع… ودرّب… وأشرف… وأدار… وبادر:
لكم من الدعاء نصيب..
وفي الذاكرة شرفٌ لا يُمحى.
وداعًا يا إدارة خُطّت سطورها على جبين الإنجاز، ونُسجت أيامها بخيوط العزم، ورحلت كما ترحل الكيانات الناضجة:
هادئة، واثقة، شاهدة على أن العطاء لا يُغلق بابه.