كتبه / فيصل بن سعيد الشراري
تُعتبر “الكشتات” من أبرز الأنشطة الترفيهية التي تُعبر عن روح الترفيه والاستمتاع في المناطق الصحراوية.
تتميز هذه الأجواء بجمالها الفريد بنزول الأمطار المبشرة ، حيث تُتيح للناس في مختلف أعمارهم فرصة استكشاف مواقع متنوعة مثل الكثبان الرملية ، والأودية، والجبال ، والسهال ،ومشاهدة الأمطار فيها ومشاهدة المواشي والدواب المتنوعة والتي ترعى من المراعي والنباتات الموسمية او المعمرة وفي هذه المكاشيت يتم تعزيز التواصل مع الطبيعة وتقوية العلاقة بين الفرد وهذه المواقع والاشياء التي قام بزيارتها .
كما تُعتبر الكشته وسيلة لتجديد الروابط الاجتماعية وتبادل اللحظات السعيدة بين الأفراد الكواشيت وأصحاب حلال ورعاة ، حيث يجتمع الجميع في رحلة تقوي التلاحم في النسيج المجتمعي .
لذا، تبرز أهمية التعاون بين أفراد المجتمع في الحفاظ على هذه المواقع، مما يُسهم في تعزيز جمالها وضمان استمرار فوائدها البيئية والاجتماعية.
ولاطلاعنا على بعض السلبيات التي قد يتسبب بها بعض الكواشيت هداهم الله نستطيع أن تقول في أن البدوي صديق البيئة لما يقوم به بالمحافظة على المراعي فهو مخلص لصحة الدواب والكائنات الحية عامة وأستطيع القول إن البدوي صديق البيئة
هذا البدوي هو مثال حي للصداقة مع البيئة ، حيث يتمتع بحس مسؤول تجاه الطبيعة . عندما يرى هذا البدوي أي مخلفات أمام ماشيته، فإنه يُزيلها فوراً، لأنه يعرف أن هذه المخلفات تُضر بماشيته. وهذه التصرفات تعكس احترامه للطبيعة والحياة الفطرية واهتمامه بنظافة البيئة المحيطة وذلك يتوافق مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إماطة الْأَذَى عن الطَّرِيقِ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ»النسائي ، كتاب الإيمان وشرائعه ، ومن هذا المنطلق الديني يجب حث الناس على العناية بالطبيعة والبيئة العامة والحفاظ عليها ، وإماطة المخلفات عن المواقع التي تعترض طريق الناس في مكاشيت أو غيرها ، فالبيئة أمانة في أعناق الجميع . يجب على كل فرد أن يسعى للحفاظ عليها، ليس فقط لنفسه ، بل أيضاً لمصلحة المجتمع والأجيال القادمة ووجود بيئة آمنة صحية طبيعية . فيقول سبحانه: (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (الأعراف: 85) التعاون في إزالة المخلفات يُظهر كيف يمكن للمجتمع أن يتكاتف لتحقيق هدف مشترك، والأجمل في هذا الأمر أن في ذلك أجر وثواب من الله تعالى بإذن الله .
وتنطلق المحافظة على المكاشيت ونظافتها والعناية بها من الأخلاق والتربية السليمة. فالتربية الجيدة يتم توارثها وتعليمها وتُغرس في النشء للأجيال القادمة لتعزيز قيم واحترام البيئة. ونحث على تعليم الأطفال أن النظافة ليست مجرد واجب، بل هي جزء من هويتهم الإسلامية والمجتمعية والوطنية .
كما أن تعليم ونشر وزرع هذه العادات تعتبر سلوك ديني أخلاقي إنساني وصحي وبه نعزز روح التعاون والمشاركة. عندما يساهم الكواشيت والمجتمع في الحفاظ على نظافة المكاشيت، فإنهم يرسلون رسالة قوية تعكس قيمهم وتربيتهم السليمة.
توصيات للحفاظ على نظافة المكاشيت
1- اجمع مخلفاتك : من الضروري أن يحمل كل شخص معه أكياسًا لجمع النفايات أثناء نزهته في المكاشيت. يمكن استخدام أكياس قابلة للتحلل أو إعادة التدوير .
2- التخلص السليم من المخلفات: يجب التأكد من التخلص من المخلفات في الأماكن المخصصة لذلك، مثل حاويات النفايات، بدلاً من تركها في الطبيعة وتضرر الدواب .
3- تنظيم حملات تنظيف: يمكن للكواشيت والمجتمع والجهات الخدمية التعاون في تنظيم حملات دورية لتنظيف المكاشيت، حيث يجتمع الجميع لإزالة كل مايعيق الصحة البيئية ويعزز الاهتمام بالنظافة.
4- التوعية والتثقيف: يجب نشر الوعي حول أهمية المحافظة على المكاشيت من خلال ورش عمل أو محاضرات، لتعليم الناس عن الأثر السلبي للسلوكيات التي تمارس ضد البيئة وغرس المفاهيم السليمة .
5- تجنب رمي الأكياس البلاستيكية في البر : تقليل استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مثل الأكياس والعلب، وعند الانتهاء منها إعادتها لأقرب حاوية لأن تلك الأكياس قد تأكله ماشية ويتسبب في موتها او الأمراض .
ختاماً ، يجب على كل فرد أن يُدرك أهمية المحافظة على البيئة أثناء تجوله بالبر أو أثناء تصميم البرامج والمبادرات النوعية التي تسهم بتعزيز دور المجتمع نحو الصحة البيئية لتكن جميع مكاشيتنا نموذجاً متميز
فالمؤكد أن كل فرد جزءاً من الحل من خلال تبني تصحيح بعض السلوكيات وتذكير بعضنا البعض والتعاون مع الآخرين، يمكننا أن نجعل بيئتنا أفضل، ونساهم في بناء مستقبل صحي ومستدام.