بقلم / بشائر الحمراني
الحياة تشبه لوغاريتمات لا تنتهي، معادلات معقدة لا تفسح لنا الطريق بسهولة. كل خطوة نخطوها نحو الفهم تكشف لنا عن مجهول جديد، وكأننا نسعى جاهدين لفك شيفرة لا تُفك، متعقّدين بين محاور الزمن، والحب، والألم.
في الواقع، نحن نحاول تبسيط المعادلات الوجودية وكأننا نبحث عن ثابت للحياة، بينما الحقيقة تكمن في أن الثوابت غير موجودة. المعادلة تتغير بتغيرنا، فنحن نتيجتها ومتغيراتها. من يحاول فهم معادلة النفس البشرية سيجد أن الأرقام لا تجتمع إلا في إطار محدود، وأن اللحظات الحقيقية في الحياة هي تلك التي تنكسر فيها القاعدة، وتستعصي الحلول.
نحن نعيش في ظل هذه اللوغاريتمات، نبحث عن المنطق بين الفوضى، لكننا ننسى أن الفوضى هي جزء من معادلتنا، وأن حلها لا يحتاج إلى عقل فقط، بل إلى قلب يتقبل الغموض، ويستمتع بالرحلة بين المتغيرات.
ووسط هذه الرحلة، ندرك أن اللوغاريتمات ليست مجرد معادلات حسابية باردة، بل هي نبض الحياة الذي ينبعث في كل لحظة نعيشها. فنحن نتأرجح بين المعطيات، نحاول ضبط إيقاعنا مع الزمن، لكن كلما اقتربنا من الحل المثالي، نكتشف أن هناك متغيرًا جديدًا يعيدنا إلى نقطة البداية. وكأن الحياة تريد منا أن ندرك أن الحلول ليست الهدف، بل الأسئلة نفسها هي الجوهر.
في النهاية، اللوغاريتمات تعلمنا أن لا شيء ثابت، أن الانسيابية في التعامل مع التغيرات هي السبيل الوحيد للبقاء في هذا العالم المتحرك. وربما، عندما نتوقف عن محاولة حل كل شيء ونتعلم أن نستسلم لتيار الحياة، نكتشف أن اللوغاريتم الأهم هو أن نعيش ببساطة، بوعي كامل بأن الغموض جزء من الجمال، وأننا لسنا بحاجة لفهم كل شيء لنكون جزءًا منه.
هكذا، الحياة تمنحنا ما يشبه معادلات مفتوحة، تدعونا للتجربة، للتعثر، وللنهوض مرة أخرى، دون انتظار الحل النهائي.