بقلم/ بشائر الحمراني
حياتي صفحات تتقلب كصفحات المجلات، يحمل كل يوم عنواناً جديداً، ورائحة حبرٍ مختلفة، ومذاقاً متنوعاً من الأحداث. في صفحاتها، أجد بين سطور الفرح والحزن عناوين لحكايات، بعضها عابر كنسمة، وبعضها يلتصق بالذاكرة، تماماً كالعطر الذي يستحيل نسيانه.
أتصفح هذه المجلة بكل شغف، أبحث بين السطور عن لحظات القوة، وعن ملامح الصبر التي رسمتها الأيام. هناك صفحات كُتبت بمداد الدموع، وأخرى تضيء بابتسامات لم تذبل رغم كل شيء. وما بين سطر وسطر، أقلب الصفحات باحثةً عن نفسي، عن ملامحي التي تتبدل، وعن دروسي التي اكتسبتها من كل فصل.
وكلما أوشكت المجلة على الإغلاق، أفاجأ بعنوانٍ جديد، بداية أخرى، وسطر آخر ينتظرني لأكمله. تُراني كاتبة أم قارئة؟ أم مجرد شاهدة على أحداث تُروى؟ لا أدري، ولكنني أوقن أنني لم أكتب بعد خاتمتي، وأن كل صفحة تطوى، تهمس لي بهدوء: “الحياة لا تتوقف هنا.”
وفي عمق كل صفحة، أكتشفُ أحلاماً وذكريات، مشاعر متشابكة كخيوط من نورٍ وظل، بعضها أحاول نسيانه، وبعضها أتمسك به. أحلام تضحك بين السطور وأخرى تهمس لي بألمها، حتى أدرك أن الحياة ليست مجرد سلسلة من اللحظات العابرة، بل هي لوحة أرسمها بألواني، بأخطائي وانتصاراتي، بشجوني وأفراحي.
وهكذا تستمر مجلتي، لا نهاية ولا بداية، بل رحلةٌ أعيش تفاصيلها، أستقي من كل صفحة درساً جديداً وأمنية خفية بأن القادم أجمل.