
بقلم :صاحب السمو الملكي الأمير اللواء ركن مهندس الدكتور/
بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود
للأسف الشديد: طالما انقضت من عمرنا عقودٌا عديدة، ونحن ندفن رؤوسنا في الرمال، ونعيش في منطقة رمادية، حيث كنَّا نقدم رِجلاً ونؤخر أخرى، فلا أرضاً قطعنا ولا ظهراً أبقينا.
وبقدر هذا الأسف الشديد، بل أكثر منه، بل ملء أنفسنا: نتوجه اليوم بالشكر لخالقنا، الذي جعل فينا هذا الشاب القائد الطموح، الذي يناهز طموحه عنان السماء، ويتحدى ثباته على رؤيته وأهدافه ثبات طويق.. ذلكم هو أخي العزيز الغالي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ ولي عهدنا القوي بالله الأمين. وكأننا أدركنا للتو مع بزوغ نجمه المبارك أن الإنسان يعيش مرة واحدة، وأن العمر غالٍ، ولا بد لكل من يعيش على ظهر هذه البسيطة، أن يرحل ذات يوم، ولهذا ينبغي على الجميع أن يترك أثراً إيجابياً ينفع الناس، يدل عليه ويخلِّد اسمه في وجدانهم بعد رحيله.
وهكذا.. بهذا الفهم المتقدم، اندفع الرجل في العمل يصل الليل بالنهار، ويحث قافلة خيرنا القاصدة من خلفه على المسير. إذ لا بد لليل أن ينجلي، ولا بد لشمس الصباح أن تشرق، مهما طال المسير.. فحقق لمجتمعنا ولبلادنا فارقاً في سنوات معدودات، جعل منها بقعة الضوء الوحيدة المضيئة المشعة وسط هذا الظلام الدامس الذي يتخبط العالم شرقه وغربه في وحله.
فشكراً لكم من الأعماق أيها القائد الشهم النبيل.. أيها الرجل، بل أيها الرجال الأُمَّة، مبتهلين إلى المولى العلي القدير أن يعلي قدركم، ويبارك لنا في عمركم وصحتكم وعافيتكم وعملكم.
والوعد أن تجدوننا دوماً على العهد: يد تعمير وبناء، لا معول هدم، وجنود أوفياء، لا نفرح بشيء مثلما نفرح بتلبية النداء في المنشط والمكره.