الدمام- فتحيه عبدالله
أقيم “الملتقى البحريني العُماني الثاني” بعنوان “تحديات الأمن الغذائي وآليات التعاون الثنائي لمواجهتها ، الذي استضافه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية الطاقة “دراسات”، يوم الاثنين 13 مارس 2023م بمقر المركز في العوالي، بمشاركة شخصياتٍ رسمية، واقتصادية، ومسؤولين في مجال الأمن الغذائي، وعددٍ من الأكاديميين من البلدين الشقيقين، بحضور سعادة السفير الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي، سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عُمان، وسعادة السفير السيد فيصل بن حارب البوسعيدي، سفير سلطنة عُمان لدى مملكة البحرين.
وفي بداية الملتقى ألقى الدكتور حمد إبراهيم العبدالله، المدير التنفيذي للمركز، كلمةً افتتاحيةً أكد فيها على أن العلاقات البحرينية العُمانية تكتسب خصوصيةً تاريخيةً ضمن منظومةِ مجلس التعاون لدول الخليج العربية ميّز دورهما عبر التاريخ في نموذجٍ مثاليٍ للعلاقات بين الأشقاء، وصولًا إلى تطلعات بتحقيق تكاملٍ استراتيجيٍ شامل، يستلهم زخم التوجيهات الكريمة السديدة، من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه.
وأضاف الدكتور العبدالله، أن قضية الأمن الغذائي تتصدر أولويات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن بينها مملكة البحرين وسلطنة عُمان وهو ما عكسته كلٌ من تحدي جائحة كورونا ومن ثم الحرب في أوكرانيا، حيث ألقت هذه المنعطفات بظلالهما على الأمن الغذائي للعديد من دول العالم، وخصوصًا منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه أكد سعادة السفير الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي، سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عُمان، بأن هذا الملتقى حول الأمن الغذائي يأتي ضمن مخرجات وتوصيات اللجنة البحرينية العُمانية المُشتركة والتي عقدت في مملكة البحرين في أغسطس 2021م، والتي أكدت على أهمية التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في مجال الأمن الغذائي.
كما نوه سعادته بأن عقد هذا الملتقى في نسخته الثانية يؤكد حرص البلدين على إجراء حواراتٍ ونقاشاتٍ بناءةٍ ومتواصلةٍ لتحديد أوجه التكامل بين البلدين لتكون مرتكزًا لمختلف مجالات التعاون المقبلة، معربًا عن تفاؤله بالنتائج الإيجابية التي سيسفر عنها الملتقى على صعيد مواجهة تحديات الأمن الغذائي، بما يعود على البلدين وشعبهما بالخير والازدهار.
من جهته قال سعادة السفير السيد فيصل بن حارب البوسعيدي، سفير سلطنة عُمان لدى مملكة البحرين، أن هذا الملتقى يعد فرصة سانحةً لتبادل الخبرات والعمل في مجال تعزيز الأمن الغذائي، في مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة عامة والبلدين الشقيقين خاصة، وترسيخ مفاهيم ومبادئ التعاون لتلبية متطلبات واحتياجات البلدين الغذائية، وكذلك مشاركة في عملٍ قائمٍ على تحقيق رؤية وأهداف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
كما وأضاف سعادته إننا نتطلع إلى الاستفادة من هذا الملتقى والخروج بتوصيات من شأنها أن تُعزز وتحقق الأهداف التي يمكن أن تستفيد منها سلطنة عُمان ومملكة البحرين في هذا الشأن.
وأشار سعادة المهندس رضا بن سعيد بيت فرج، مدير عام التسويق الزراعي والسمكي بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بسلطنة عُمان، إلى أنه في ظل توجه سلطنة عُمان نحو تنفيذ رؤية ‘مان 2040 والتي تحوي عدة محاور منها تلك بالمتعلقة بالأمن الغذائي فقد تم تخصيص جهد إداري وحكومي نحو تعزيز الاستثمار والشراكات لتعزيز دور سلطنة عُمان في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي والسعي لكي تكون مساهمةً إقليميًا.
وأعرب سعادته عن أمله أن يكون تجمع الملتقى محطة انطلاقة للبلدين لمزيد من التعاون وتعزيز الاستثمار في البلدين في مجال الأمن الغذائي من أجل تحقيق المزيد من الاعتماد الذاتي للشقيقتين في مجال إنتاج وتداول وتسويق الغذاء والاستفادة من الغرث التجاري الكبير بين البلدين لإيجاد مركز ثقل إقليمي لتجارة المنتجات الزراعية والسمكية والحيوانية.
وناقش المشاركون في الملتقى على مدار ثلاث جلساتٍ مجموعةً من المحاور، شمل المحور الأول الحديث عن “أسس ومقومات تحقيق الأمن الغذائي لدى الدولتين”، أما المحور الثاني فقد غطى “تجربة الدولتين الشقيقتين في مواجهة تحديات الأمن الغذائي”، وتطرق المحور الثالث والأخير إلى “آليات التعاون لمواجهة تحديات الأمن الغذائي”، ذلك بهدف بلورة رؤىً عمليةً لمواجهة هذا التحدي انطلاقًا من الموارد المتاحة لدى البلدين، وخططهما الطموحة في ظل واقعٍ إقليميٍ وعالميٍ سريع التحول