المدينة المنورة ✍🏻 سمير الفرشوطي
كان العرب أول من اكتشف حبوب البن وصنعوا مشروب القهوة، إذ تعود القصة إلى القرن التاسع حيث كان شاب يدعى خالد يرعى الماعز على سفوح الحبشة (إثيوبيا). لاحظ خالد أن الماعز بعدما أكلت حبوباً معينة صارت نشيطة ومتحفزة. من هنا بدأت قصة القهوة، حيث أصبح الناس يغلون حبوب البن في الماء ويصنعون القهوة.
ها أنا الآن، أتذوق القهوة السوداء التي أصبحت معشوقتي. لا أستطيع تركها، فقد أصبحت مدمنًا على القهوة. أتغزل بهذه القهوة التي سحرتني بمرارتها ولونها. إنها مزاج إنسان لا يعرف إلا الحب. القهوة المعشوقة، وزوجة الروح.
القهوة ليست مجرد مشروب، بل هي تجربة حسية وروحية. تبدأ من رائحة البن الطازج التي تملأ المكان، مرورًا بطعمها الفريد الذي يجمع بين المرارة والحلاوة، وصولًا إلى تأثيرها الذي يمنحك الطاقة والتركيز. إنها لحظة من الهدوء والسكينة، حيث يجتمع فيها الماضي والحاضر في فنجان واحد.
في كل رشفة من القهوة، أشعر وكأنني أعود إلى تلك الأيام القديمة، حيث كان خالد يكتشف سر هذه الحبوب السحرية. إنها رحلة عبر الزمن، تأخذني إلى أماكن بعيدة وتجعلني أعيش لحظات من التأمل والتفكر.
القهوة هي أكثر من مجرد مشروب. إنها رمز للتراث والثقافة، وجسر يربط بين الشعوب والحضارات. إنها لغة عالمية يفهمها الجميع، وتجمع بين الناس في لحظات من الفرح والحزن، الحب والفراق.
في النهاية، القهوة هي مزاج روقان، تعبر عن حالة من الصفاء والهدوء. إنها لحظة من الاسترخاء والتأمل، حيث يمكن للإنسان أن يجد فيها ملاذًا من ضغوط الحياة اليومية. إنها معشوقة الروح، وزوجة القلب، التي لا يمكن الاستغناء عنها.