بشائر الحمراني
من المبتدأ كانت الفكرة، شرارة وعيٍ انبثقت من أعماق التاريخ، لتُكتب حروفها الأولى على جبين الأرض. كنا هنا منذ الأزل، أبناء الصحراء وصوت الريح، نحلم بسماءٍ تضيء بنجومنا الخاصة، وها نحن اليوم نقف على أرضٍ صنعتها أحلامنا.
من المبتدأ حلمنا، ورأينا المستقبل كما لم يره أحد. لم يكن دربنا ممهداً، بل حُفرت خطواتنا على صخور التحديات، سالت تحتها أنهارٌ من الإرادة والعزيمة. كل ما كان يراه الآخرون مستحيلاً، رأيناه بداية، وحوّلنا المستحيل إلى منتهى.
من المبتدأ، حقنا أن نحلم، ليس لأن الأحلام تكفي، بل لأننا نؤمن أن الأحلام هي أول السهام التي تنطلق نحو الغد. نحلم، ونعرف أن في نهاية كل حلمٍ منتهى يتحقق، وأن كل منتهى ليس إلا بداية جديدة.
نحن أبناء المبتدأ، نعيش في وطنٍ صنع من التحديات جسرًا للمستقبل. من حقنا أن نرسم حدودنا بقلوبٍ لا تعرف الانكسار، لأننا نعلم أن المنتهى ليس نهاية، بل انطلاقة نحو أفقٍ لا تحده السماء.
من المبتدأ إلى المنتهى…* حلمنا وحققنا، ولا يزال الطريق مفتوحًا أمامنا، نخطو بلا خوف نحو كل ما يحمله المستقبل من احتمالات.ففي كل خطوة نخطوها نترك أثرًا، وفي كل أثر يُولد حلمٌ جديد. ما بين المبتدأ والمنتهى، تتسع أبعاد رؤيتنا، تتداخل أحلامنا مع إرثنا، وتتسارع خطواتنا نحو ما هو أبعد من المستحيل.
إن المنتهى، في حقيقته، ليس حدًا نهائيًا، بل هو نقطة تحوّل، بوابة تفتح نحو آفاق جديدة. فكما بدأنا بفكرة، سننتهي بفكرة، وكل فكرة تولد أجيالاً من الرؤى، لتُكمل المسير، وتحمل الراية بعدنا.
بين المبتدأ والمنتهى، تتجلى قوة الإنسان وإرادته، تلك القوة التي ترفع الوطن عالياً، وتؤكد أن كل نهاية هي بداية لأفق جديد. نحن الذين لا نعرف التوقف، لا نرى المستحيل إلا ساحة لنثبت فيها قدرتنا على كسر القيود، وعبور ما وراء الممكن.
من المبتدأ إلى المنتهى، سيظل الحلم هو الرمز، وسيبقى التحقيق هو الواقع، وما بينهما روح وطنٍ لا يشيخ، ينبض بالحياة، ويسابق الزمن نحو كل ما لم يُكتب بعد