بقلم /أميمة الأحمدي
في عالم الطبيعة، تحتضن الأرض أشجارًا شامخة، تمدُّ جذورها عميقًا ، تلامس نبض التراب، وتغرس روح الثبات. حين تهبُّ الرياح، تتمايل بعض الأشجار بخفةٍ وانسياب، كأنها ترقص على أنغام العاصفة لتحمي أغصانها، بينما أخرى تقف كأطياف الجبال، ثابتةً لا تنحني، متحدية الريح بصلابتها.
ولكن ماذا عن معلم الأجيال؟ أليس هو مثل تلك الشجرة الراسخة التي ترفض الانحناء؟ حين يواجه المعلم تحدياته، لا تراه يستسلم أو ينحني، بل يظل واقفًا، ثابتًا كشجرةٍ عتيقة، تحمل من الصبر ما يكفي لمواجهة كل ريح تعصف بحلمه. هذا المعلم لا تهزمه العواصف ولا تثنيه عن رسالته، بل يزداد صلابة وإصرارًا لكي يغرس في طلابه روح القوة والأمل.
المعلم الطموح، مثل شجرة الكرامة، يمدُّ جذوره عميقًا في أرض المعرفة، ويغذي من حوله بأزهار الحكمة وثمار الشغف. يسير بين طلابه كنسر يحلق فوق قمم الجبال، ينشر العلم يبني جيلًا صاعدًا، ينشئ وطناً من العقول الناضجة والقلوب المليئة بالانتماء.
مثلما تقف هذه الأشجار الكبيرة في وجه الرياح، يبقى المعلم شامخًا، صابرًا، لا يعرف الانحناء؛ فهو أساسٌ يبني أجيال المستقبل، وركيزةٌ يقف عليها وطنٌ بأكمله، يكبر وينهض بشموخه.