مقالات وشعر

أخلاق «النبلاء»

أسعد المبارك

قد يتعرض الإنسان في هذه الحياة الدنيا لخسوف كما تحجب هذه الأرض ضوء الشمس المنعكس على القمر فتمسي الشمس والأرض والقمر باقتران كوكبي كامل فتخسف الروح جزئيًا أو كليًا كما يخسف القمر بحسب وطأة الهم أو الفقد . فتقف هذه الروح في عالم الفواجع مكبلة اليدين ، فلا حيلة لها ، فتقتحم عالمك الذي خيم عليه الصمت مواقف النبلاء، فتتفرد في روحك، وقد تنافسوا أمام ألمك لحجز مواقعهم طرقًا لمقامات الجبر ، لا يَشغلهم عنها أعباء، ولا يسألون عليها جزاء ، ولا يعولون على أحد أن يقوم مقامهم، بل يسجلون أسماءهم في مقامات النبلاء ، ولا يقبلون بأستار القرب . بل تكشف الحجب عن معاني الجبر والحب والود والقرب.. والحباء … والمؤازرة …
إِنَّ أَخَاكَ الحَقِّ مَن كانَ مَعَك
وَمَن يَضِرُّ نَفْسَهُ لِيَنفَعَكَ
وَمَن إِذا ريبَ الزَمانُ صَدَعَك
شَتَّتَ فِيكَ شَمْلَهُ لِيَجمَعَكَ
وكأني بلسان حالهم ؛ أنا لها .. وقد انحنت أرواحهم حنانًا ورحمة لتكفكف دمعك ، وتجبر كسرك، ليس بينك وبينهم إلا أخوة هذا الدين .. فلم يأتِ أحدهم لمصلحة، ولم تكن مجاملة، أو ردا للجميل، وما لأحد عنده من نعمة تجزى ، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ..
بل يرجون تحصيلها لعظم نفوسهم، وفخامة شأنهم ، وإيمانهم الصادق، ومروءتهم التامة، ونفسهم الزكية، وعقلهم الراجح، وتطلعا للمقامات العلية في مقعد صدق عند مليك مقتدر

شعبان توكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى