
بقلم : الإعلامي صالح المحجم
وأنا في خلوة مع نفسي.. بدأت استرجع الكثير من الأسماء التي عرفتهم ، وانطوت صفحتهم وغادروا هذه الدنيا وتركوا خلفهم أما بصمه حسنة أو بصمة سيئة.
هناك من أغمض عيناه وغادرنا وخلفه إما شخص يقول رحمك الله ، أو شخص يقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
المنصب يزول مع زوالك، والوجاهه تنتهي بعد انتهاء صلاحيتك منها.
تذكرت الكثير من الأموات الذين عاشرتهم وعاصرتهم، منهم أقارب وأصدقاء وعلماء وحكاما وحتى البسطاء وتذكرت مقولة… كم من معروف في الأرض مجهول في السماء، وكم من مجهول في الأرض معروف في السماء.
أين من كانوا معروفين في الأرض، وأين مجالسهم ومناصبهم وأموالهم ووجاهتهم وشجاعتهم.
ربما تجد أن حتى أقاربهم قد نسيوهم ، وقد نسيهم حتى الأصحاب ، ولكن يبقى يطاردهم بعد رحيلهم ، أعمالهم الصالحة والطالحة.
ستبقى محفوظة في صحائفهم،وسيحاسبون عليها بين يدي خالقهم ، فبين يدي الله كل شي محفوظ في لوح مكتوب
كم أتمنى أن تأتينا لحظة إدراك ولحظة تفكير ولو لفترة قليلة ونحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب.
نُحاسب أنفسنا كم مظلمة تركناها خلفنا..؟
نُحاسب أنفسنا كم أكلنا من حقوق العباد..؟؟
نُحاسب أنفسنا كم من أنثى حرمناها من ميراثها…؟؟
نُحاسب أنفسنا لمن نجمع كل هذه الأموال التي سنتحاسب عليها بعد رحيلنا ويتمتع بها من هم بعدنا ،متى ندرك أننا مجرد حراس مال لمن هم بعدنا.
متى سندرك اننا سنُحاسب على تقصيرنا فيمن أولانا الله رعايتهم من أولاد وبنات وزوجة وخادم وخادمة …الخ
متى نستشعر ونخاف من الآية { وقفوهم إنهم مسئولون}
تستطيع أن تضحك على نفسك يامسكين أمام الآخرين وانت تدعي المثالية وتقول إنك لم تظلم أحدا.
وعندما ترحل من هذه الدنيا سيبقى خلفك شخص يناجي الله في الثلث الأخير من الليل بقول : حسبي الله ونعم الوكيل..
كلنا ذلك المقصر ، ولكن العبره فيمن يذهب من هذه الدنيا ولم يترك خلفه مظلمه لأحد.
الموت لا يستأذن احد
رحل أمام عيني أشخاص كانوا أقوياء وكسرهم المرض والتعب ثم رحلوا ولم نستطيع حتى أن نودعهم أو نطلبهم السماح
اللهم أجرنا مـن مـوت الغفلـة ولآ تأخذنـا من الدنـيا إلا وأنت راض عنا، ربي لا ترينا في أهلنا ۅأحبتنا أي مكروه.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة.
استودعكم الله ، وتذكروا دائما….
الموت لا يستأذن أحدا.