
بقلم / لمياء المرشد
لماذا تركض؟
تركض بكل ما أوتيت من قلق… من خوف… من رغبة محمومة لإثبات ذاتك،
تبحث هنا… وتفتش هناك،
تتعلق بأي شيء يُظهرك… ولو للحظة عابرة.
كأنك في سباق مع السراب،
تظن أن كل ما تلتقطه سيمنحك قيمة،
أن كل بقعة ضوءٍ تختبئ فيها ستُثبتك للناس… وتُرضي ما في داخلك.
لكن يا هذا،
أما تعبت من هذا اللهاث؟
أما مللت من الركض في طرق لا تقود إلى ذاتك؟
أتظن أن كثرة الظهور تُنبت جذورًا؟
أم أنك فقط تُراكم الصور فوق خواء لا صوت له؟
اعلم…
سوف يأتي يوم،
يوم لا تُنذر له الطرق، ولا تُنبهك الخطوات…
تجد أمامك حفرة لم تنتبه لها،
فتسقط فيها، لا لأنك ضعيف، بل لأنك مُنهك… ومتورّط في ركضٍ لا تعرف له غاية.
توقف قليلًا،
أنصت لصوتك لا لأصوات التصفيق،
ولا تجعل إثبات الذات مرهونًا بالاقتفاء،
كن أنت، ولو بصمتٍ،
فالصادق لا يحتاج الركض… يحتاج فقط وقفة وصدق نية