
روز المشعل ـ تبوك
في لحظة لا تُنسى، تعلو الوجوه نورًا وتغمر القلوب سكينة، حين تطأ أقدام ضيوف الرحمن أرض مدينة الحجاج في منفذ حالة عمار بمنطقة تبوك. هناك، لا تُسمع إلا كلمات الترحيب، ولا تُرى إلا الأيادي الممدودة بالخدمة والعطاء، فتزهر الابتسامات على وجوه الحجاج كأنها دعاء صامت بالشكر والعرفان.
مشهد إنساني مهيب، حيث تتقاطع مشاعر التعب الجسدي مع فرح الوصول، ويختلط شوق الروح بلحظة الاحتضان الأولى في طريقهم إلى البيت الحرام. لا تحتاج الوجوه إلى كلمات، فملامحها تحكي عن راحة غامرة ورضا عميق، وكأنهم وجدوا في هذه الأرض محطة راحة ورحمة.
كل تفصيلة من تفاصيل الاستقبال تشي بحسن الضيافة: التنظيم، المساعدة، التيسير… وكلها تُقدَّم بروح طيبة، تتجاوز الواجب لتصل إلى معنى العطاء الحقيقي. هناك، يشعر الحاج أنه ليس مجرد عابر سبيل، بل زائر كريم في دار أهله ومحبيه.
وتبقى تلك الابتسامات، البريئة الصادقة، شاهدة على قيمة الاهتمام، وعلى أن أبسط لمسة إنسانية قد تزرع أثرًا لا يُنسى في قلب متعب وشوق مشتعل. رحلة الحج تبدأ من هنا، من لحظة يشعر فيها الحاج أنه في أمان، محاط بالرحمة والحنان، في أرض تحتفي به حبًا وخدمةً لا رياء فيها.