
بقلم: بشائر الحمراني
في لحظة انتظرها الملايين، وأمسية لا تشبه سواها، ارتقى النادي الأهلي السعودي إلى قمّة آسيا، متوّجًا بطلاً لكأسها، ورافعًا راية وطنه عاليًا في سماء القارة الأكبر. هذا التتويج لم يكن مجرد فوز بكأس، بل كان رواية كاملة عن صبر الجماهير، إخلاص اللاعبين، وعراقة نادٍ لطالما آمن بأن الذهب لا يأتي إلا لمن يحفظ الوعود.
حكاية بدأت منذ عقود
منذ تأسيسه، والأهلي يمشي بخطى ثابتة نحو القمم، يحمل شعاره الشهير «الراقي»، ويترجم معناه بأداء أنيق وأخلاق رياضية عالية. وعلى مدار سنوات، كانت الآمال تتجدد، والقلوب تخفق، والجماهير تردد: الأهلي كبير آسيا ولو طال الانتظار.
فكانت آسيا حلماً، والحلم الذي طال انتظاره، أصبح الليلة حقيقةً مدهشة، أبهجت كل عاشق ارتدى الأخضر، ورفرفت قلوبه مع كل تمريرة وهجمة وانتصار.
بطولة بألوان الكفاح
مشوار الأهلي في هذه النسخة من البطولة لم يكن سهلًا. خاض الفريق مباريات مصيرية، وتجاوز خصومًا من العيار الثقيل. لكن سر الأهلي لم يكن في أقدام لاعبيه وحدها، بل في روحهم، وفي لحمة جهازه الفني والإداري، وفي جماهيره التي لم تتخلَّ عنه لحظة. هذه الجماهير كانت اللاعب رقم واحد، التي آمنت وهتفت، وبقيت حتى صافرة النهاية.
فرحة وطن
حين حمل قائد الفريق الكأس الآسيوية، لم تكن يداه وحدها هي من ارتفعت، بل ارتفعت معها أيدي ملايين السعوديين الذين رأوا في هذا الإنجاز صورة مشرقة للرياضة السعودية. الأهلي اليوم لم يكتب تاريخ نادٍ فحسب، بل أضاف سطرًا جديدًا في سجل إنجازات الكرة السعودية على مستوى القارة.
الأهلي… مدرسة في الوفاء
ما يميّز الأهلي ليس فقط تحقيق البطولات، بل طريقته في احترام المنافس، وأسلوبه في اللعب الراقي الذي يجمع بين الفن والالتزام. هو نادٍ لا يكتفي بحصد الألقاب، بل يبني جيلاً بعد جيل من المواهب التي تعرف معنى الولاء والانتماء.
إن تتويج الأهلي بكأس آسيا اليوم ليس نهاية الطريق، بل بداية فصل جديد عنوانه: منصّات التتويج تعرف طريقها إلى من يصبر ويخلص.
أخيرًا…
اليوم، تُقالها بكل فخر:
الأهلي بطل آسيا
مبروك للأهلي، مبروك للجماهير، مبروك للوطن.