مقالات وشعر

الاتحاد.. يعيّد جماهيره بكأسي الدوري والكأس

 

بقلم: د/ عمرو خالد حافظ

في زمنٍ تندر فيه اللحظات التاريخية، يسطع نجم نادٍ لا يعرف الانكسار، ولا يرضى بغير القمة.. إنه نادي الاتحاد، عميد الأندية السعودية، الذي كتب هذا الموسم صفحةً جديدةً من الإبداع والبطولات، وأهدى جماهيره العاشقة فرحة مزدوجة طال انتظارها.

موسمٌ استثنائي، تُوّج فيه الاتحاد ببطولتي دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين، ليُعيد للذهب عنوانه، وللإنجاز طعمه الأصيل.

العودة إلى القمة:

بعد سنوات من البناء والعمل الدؤوب، أعاد “النمور” الهيبة إلى مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة)، ملعب “الإنماء” الذي تحول إلى قلعة حصينة، فرض فيها الفريق سيطرته بأداء فني راقٍ، وانضباط تكتيكي صارم، وروح الاتحاد المعروفة به.

كان كل لقاء بمثابة ملحمة كروية تُروى، حتى جاء المجد مضاعفًا خلال أربعة أيام فقط، حُسمت فيهما بطولتان غاليتان.

قاد الفريق المدرب العالمي لوران بلان بجدارة، واستطاع تشكيل توليفة متجانسة من النجوم المحليين والدوليين، يتقدمهم القائد المتألق كريم بنزيما، الذي لعب دور القلب النابض للفريق، مسجلًا أهدافًا حاسمة في لحظات مفصلية.

لحظات لا تُنسى:

تُوّج الاتحاد بلقب دوري روشن قبل نهايته بجولتين، بعد أن تقدّم على أقرب منافسيه بفارق 8 نقاط، مقدماً أداءً يُدرّس في فن السيطرة والانضباط، رغم الغيابات التي عصفت بالفريق بسبب الإصابات والإيقافات.

وفي ليلة التتويج أمام نادي ضمك، أبهرت الجماهير العالم بحضور تجاوز الـ59 ألف مشجع، قدموا خلالها ثلاث تيفوهات استثنائية أبهرت المتابعين داخل المملكة وخارجها، لما فيها من دقة وجمالية في التنفيذ.

أما نهائي كأس الملك – أغلى الكؤوس، فقد كان ليلة خالدة، بحضور راعي المباراة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – عرّاب الرؤية – حيث رفعت جماهير الاتحاد (تيفو):

“شعب طويق.. طموحاته عنان السماء”، في مشهدٍ يليق بمكانة العميد.

رغم صلابة الخصم – نادي القادسية الصاعد من دوري يلو – والذي تفوق حتى على الأهلي في ترتيب الدوري، كانت كلمة الاتحاد هي العليا، فحسم المباراة بقتالية الأبطال، ورفع الكأس في ليلة امتزجت فيها دموع الفرح بصيحات المجد.

جماهير الوفاء.. سر النجاح:

وكما هو عهدها، كانت جماهير الاتحاد الرقم الصعب واللاعب الأول الحقيقي، فلم تغب عن أي لقاء، وملأت المدرجات شغفًا وانتماءً، مرددة بشموخ:

“الاتحاد فوق الجميع”.

هذا الدعم الجماهيري المتواصل، كان وقود اللاعبين وسر انتصاراتهم، وأحد أهم أسباب وصول الفريق إلى منصات التتويج.

إنجازات لا تُحصى.. ومجدٌ لا يُنسى:

بهذا الإنجاز، يُحقق الاتحاد الثنائية السادسة في تاريخه (الدوري والكأس في موسم واحد)، ممثلة في أعوام:

1958، 1959، 1960، 1997، 2001، 2025، ليؤكد أنه نادٍ لا يرضى إلا بالذهب، ولا يسلك إلا طريق القمم.

الاتحاد ليس مجرد نادٍ رياضي، بل تاريخ يُروى، ومجد يُصاغ، وكيان لا يعرف الانكسار.

في موسم استثنائي، رفع الاتحاد راية التفوق، وصدح اسمه عاليًا في سماء المجد.

ولأن الذهب لا يصدأ، يبقى العميد شامخًا في ذاكرة الوطن والرياضة.

جماهيره تغني من القلب:

“يا إتي ما شاء الله”… وللذهب بقية، والله الموفق.

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى