بقلم : عبدالله الحكمي
يأتي أحدهم مصادفة فينقذ حياة إنسان، يصفق له الجميع ، يشيدون به ، يجعلون منه بطلا ، يتم استضافته في القنوات والصحف ، يتم تكريمه وإعطاءه الأوسمة لأجل ما قام به من إنقاذ نفس واحدة ..
نحن نعرف أن هناك من ينقذون حياة الملايين يوميا في كل أنحاء العالم ، ولا يذكرون سوى يوم واحد في السنة ، فلا تصفيق ولا استضافات إعلامية ولا غيرها ، يعملون على مدار الساعة بجد واجتهاد يداون هذا ويضمدون جراح الآخر ، ويقفون ساعات لأجل إنقاذ حياة الناس في كل مكان ،
حتى الطبيب عندما يريد معالجة مريض يكونون أمامه، فلا عمل لطبيب بدونهم ، إنهم العاملون في مهنة التمريض ،
نعم فالتمريض من أشرف وأنقى وأصفى المهن وأكثرها فائدة للناس ، بل إن التمريض من أقدم المهن التي امتهنها الإنسان، هي المهنة التي يعملون فيها دون كلل لإنقاذ حياة الناس ،
“أنقذ حياة واحدة، فأنت بطل وأنقذ العالم فأنت ممرض”،
اهتمام وحرص الممرضات المستمر قد يكون أكثر فائدة من اجراء عملية مهمة ، والعملية المهمة في الأصل لن تجرى دون وجود الممرضة ، فمهنة التمريض أمر فريد من نوعه فلديهم الشغف والحاجة الملحة لرعاية الآخرين والاهتمام بصحتهم،
الممرضات نعمة عظيمة، فالممرضة : هي من تخرج الطفل من بطن أمه لأول حياته، هي من تفتح عيني مولود جديد ليرى النور بعد الظلمات، هي من تضمد الجراح، من تنقذ الأرواح بإذن الله ، هي من تسهر على راحة الآخرين ، وهي من تهب لنجدة المرضى دون كلل ، فالرعاية للناس هي جوهر التمريض وأصله،
فالأصل أن كل إنسان يبحث عمن يهتم به ويرعاه ويرعى شؤونه، فيما أصحاب مهنة التمريض هم من انجذبوا وأتوا بإرادتهم بسبب رغبتهم في المساعدة والرعاية وخدمة الناس ، فالممرضة تقف دائم بالقرب وبجانب المريض تداويه وتواسيه تعطي الطمأنينة والأمل حتى في احلك وأصعب الأوقات، فهي مصدر اطمئنان للمرضى.
أرى أن التمريض ليس مجرد مهنة بل هو التزام دائم ومستمر لخدمة ورعاية الناس والاهتمام بهم ومراقبة صحتهم ، لذلك فان التمريض من نعم الله على الناس ، فلا عمل للطبيب دون تمريض ، فما يقوم به الممرضات هو مالم يستطيع القيام به غيرهن.
ختاما.. التمريض يستحق أن يكون يومهم طوال السنة في كل شهر بل علينا أن نتذكرهم في كل ساعة ، ففي كل لحظة لهم آيادي تمتد لتكون بلسما لآلام وأتعاب ، آيادي تمتد لتهدئة أرواح أنهكها المرض ، آيادي لأنفس أشرفت على الهلاك فأحياها الله عز وجل ..
التمريض هو شرف وقدر عظيم يقوم به من أعطى نفسه لغيره ،
الخلاصة :
(الممرضة هي من تفتح عيني مولود جديد بمحبة وتستقبله على صدرها أحياناً قبل أمه، وهي أيضا تغمض عيني شخص آخر يحتضر برفق، فهي أول وآخر من يشهد بداية الحياة ونهايتها، … هم نعمة من الله عظيمة ) .
