
الدوحه – فواز صايل الرويلي
قالتِ الدكتورةُ نائلة درويش سعد استشاري أوَّل طب أُسرة ومدير مركز أم صلال الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-: إنَّ فصل الصيف في منطقتِنا تكون فيه حرارةُ الشمس مرتفعةً إلى درجة قد تضرُ بالإنسان، خاصةً أولئك الذين يرغبون في ممارسة الرياضة بأنواعها أو التنزّه والخروج في رحلات كون الصيف عبارةً عن عطلة مفتوحة للأُسرة ينطلقون فيها بحُرية إلى الكثيرِ من الأماكن، خاصةً الشواطئ البحرية، ومن خلال ذلك يتعرضون بشكلٍ مباشرٍ لأشعة الشمس من أجل اكتساب اللون البرونزي في هذا الفصل.
وأضافت: إنَّ شمس الصيف الحارَّة من أكثر ما يعكر أجواءَ العطلات وموسم الإجازات، ولها أضرارٌ على الصحة في حال التعرض لها طويلًا على شواطئ البحار، وحتى في الشوارع والميادين والأماكن المكشوفة، حيث إنَّ التعرض للشمس لساعات طويلة مع مُمارسة بعض الفعاليات قد يؤثرُ ذلك على مركز تنظيم حرارة الجسم، ويفقدُه القدرةَ على تنظيم الحرارة، ما يؤدي إلى الإجهاد الحراري، الذي بدوره يمكن أن يتسبب في الإصابة بضربة الشمس، إن لم يتم علاجه. ومن أعراض الإجهاد الحراري التعرق المفرط، الدوخة، سرعة النبض، انخفاض الضغط، الغثيان والإغماء. وعلاجُ الإجهاد الحراري يكون بالانتقال إلى مكانٍ أبردَ، مظللٍ وشرب الماء وتبريد الجسم برشّه برذاذ الماءِ. ولتجنّب مضارّ أشعة الشمس والاستفادة من فوائدِها، حيث تزودنا بالفيتامينات، يجب عدمُ التعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس، وذلك لعدم الإصابة بالحروق الجلدية من خلال التعرّض التدريجي للشمس، حتى يهيئ الجسم نفسه إضافة إلى اتباع الكثير من النصائح الطبية، من بينها وضع الكريمات الواقية من الشمس على البشرة والجسم بشكل كامل حسب الأجزاء التي ستتعرض للأشعة، مثل: الرقبة، واليدين والرجلين والأذنين والظهر، مع تَكرار ذلك باستمرار إذا كان التعرض للشمس مستمرًا.
كما أنَّ ارتفاع درجات الحرارة صيفًا قد يسبب آثارًا جانبية سلبية على الجسم، وخاصةً للذين يعانون أمراضًا مزمنة، لذا من المهم تبريد الجسم والإكثار من شرب الماء والسوائل المبردة وغير المحلاة، حيث يفقد الجسم الكثير من الماء عن طريق التعرق، لذلك يفضل شرب ما لا يقل عن 6-8 أكواب ماء يوميًا.
وتضيفُ الدكتورة نائلة سعد: إنه يجب تجنّب التعرض لأشعة الشمس بشكلٍ مباشرٍ خلال ساعات الذروة في النهار، وارتداء ملابس قطنية فضفاضة ذات أكمام طويلة، فهذه الملابس تعكسُ أشعة الشمس الضارة وتمنع اختراقها للجلد، وتمتص جزءًا كبيرًا من الأشعة فوق البنفسجية، كما يجب ارتداء قبعة واسعة الأطراف.
كما أنَّ النظارات الشمسية الحل المثالي لحماية المنطقة المحيطة بالعين من أشعة الشمس الضارة، فيجب عدم التخلي عن ارتدائها وذلك لمنع ظهور البقع الداكنة والهالات السوداء، ورغم أن الجلوس تحت أشعة الشمس يبدو جميلًا وممتعًا لكثيرين، فإن أماكن الظل تتسم بكونها أكثر إنعاشًا للجسم وأكثر صحة أيضًا، لأنه حتى في أماكن الظل، يصل إلى جسم الإنسان نحو 40 بالمئة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة. وأثبتت جميعُ الدراسات العلمية والطبية أنَّ ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تعرق الجسم يجعلانه عرضة للجفاف، ولذلك من المهم تناول الأطعمة الغنية بالماء والفيتامينات والمعادن الأساسية، وتجنب الأطباق الدسمة والدهنية؛ لأنها تقلل من كمية الماء في الجسم.